logo alelm
إنفوجرافيك| أعلى معدلات الإصابة بالسرطان عالميًا

تكشف بيانات طبية حديثة عن تباين كبير في معدلات الإصابة بالسرطان بين دول العالم، حيث تتصدر أستراليا ونيوزيلندا القائمة، فيما تسجل دول متقدمة أخرى في أوروبا وأمريكا الشمالية أرقامًا مرتفعة أيضًا.

وتطرح هذه الأرقام، الصادرة عن الصندوق العالمي لأبحاث السرطان، مفارقة لافتة، إذ يبدو أن الدول الأكثر ثراءً وتطورًا هي الأكثر تسجيلًا لحالات الإصابة بالمرض، وهو ما لا يعكس بالضرورة استعدادًا بيولوجيًا أكبر للإصابة، بقدر ما يكشف عن قوة أنظمتها الصحية في الرصد والكشف المبكر.

وتعتمد هذه البيانات على ما يُعرف بـ”معدل الإصابة الموحد حسب العمر” (ASR)، وهو مقياس إحصائي دقيق يسمح بإجراء مقارنة عادلة بين الدول ذات التركيبات السكانية المختلفة.

ومن خلال توحيد الهيكل العمري للسكان، يقدم هذا المعدل صورة أوضح حول مدى انتشار المرض، بعيدًا عن تأثير عوامل مثل شيخوخة السكان التي تزيد بطبيعتها من خطر الإصابة بالسرطان.

أستراليا ونيوزيلندا في صدارة معدلات الإصابة بالسرطان

تشير الأبحاث إلى وجود علاقة طردية واضحة بين ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان المسجلة وارتفاع مؤشر التنمية البشرية (HDI) للدول.

وبعبارة أخرى، كلما كانت الدولة أكثر تطورًا، زادت قدرتها على تشخيص الحالات وتسجيلها بدقة في قواعد البيانات الوطنية، مما يؤدي إلى ظهورها في مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية.

وفي المقابل، فإن الأرقام المنخفضة المسجلة في العديد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، مثل الهند والسودان والنيجر، لا تعني بالضرورة أن سكانها أقل عرضة للمرض.

ويرجح الخبراء أن هذه الأرقام المنخفضة تعكس في الغالب نقصًا في القدرات التشخيصية وأنظمة الإبلاغ الصحية، مما يعني أن العديد من الحالات قد لا يتم اكتشافها أو تسجيلها على الإطلاق، وهو ما يجعل الفجوة في معدلات الإصابة بالسرطان تبدو أكبر مما هي عليه في الواقع.

وتتصدر أستراليا القائمة العالمية بمعدل إصابة يبلغ 463 حالة لكل 100 ألف شخص، تليها نيوزيلندا بمعدل 427 حالة.

ويعزو العلماء هذه الأرقام المرتفعة بشكل أساسي إلى الانتشار الواسع لسرطان الجلد الميلانيني، وهو أحد أخطر أنواع سرطانات الجلد.

ويرتبط السبب الرئيسي خلف ذلك بالتعرض الشديد للأشعة فوق البنفسجية في هاتين الدولتين الواقعتين في نصف الكرة الجنوبي، حيث يكون تأثير الشمس قويًا بشكل خاص خلال فصل الصيف بسبب زوايا سقوطها الأكثر حدة، بالإضافة إلى طبقة الأوزون الرقيقة نسبيًا فوق تلك المنطقة.

وتساهم عوامل أخرى مثل نمط الحياة الذي يشجع على قضاء وقت أطول في الهواء الطلق في زيادة هذا الخطر، مما يرفع من إجمالي معدلات الإصابة بالسرطان في كلا البلدين.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

متى تصبح درجة الحرارة قاتلة لجسم الإنسان؟

المقالة التالية

لماذا يظل طعم الدواء مرًّا؟