تعتبر الطوابع في عهد الملك عبدالعزيز من أبرز الرموز التاريخية للمملكة العربية السعودية، حيث بدأت مسيرتها بإصدار أول طابع بريدي على الإطلاق عام 1348هـ – 1929م (أي قبل توحيد المملكة)، والذي كان يحمل اسم “الحجاز ونجد”.
ويُعتبر هذا الطابع البداية الرسمية لتوثيق البريد في المملكة، وتلا ذلك إصدار الطوابع البريدية على المستوى البريدي والمالي والبرقي والهاتف، بالإضافة إلى الطوابع الخاصة بالدواوين العامة، جميعها تحت إشراف الملك عبدالعزيز – رحمه الله. وامتازت هذه الطوابع بجودة التصميم ودقة الطباعة، واستمرت حتى إعلان توحيد البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية عام 1351هـ – 1932م.
بعد إعلان التوحيد، توالت الإصدارات السعودية الجديدة حتى عام 1961م، حيث صدر أول إصدار يحمل اسم “المملكة العربية السعودية” واسم “وزارة المواصلات – مديرية البريد – المملكة العربية السعودية”. وكان هذا أول إصدار مكتوب باللغة العربية على الطوابع الرسمية. ومنذ ذلك الوقت، استمر إصدار الطوابع، مع تغييرات في الألوان وإضافة فئات مالية جديدة، لتصبح هذه الطوابع جزءًا من التاريخ البريدي الغني للمملكة.
خلال فترة إصدار الطوابع في عهد الملك عبدالعزيز، تم توشيح بعض الطوابع بخاتم السلطنة النجدية قبل إعادة تداولها، حيث حمل بعضها عبارة “السعودية – السلطنة النجدية”، وتعد هذه الطوابع من أندر الطوابع وأكثرها قيمة.
وعندما أدى الملك عبدالعزيز فريضة الحج عام 1925م، تم توشيح بعض الطوابع بعبارات مثل “نجد” و”الحج الأول في عهد السلطنة النجدية”، وهذه الإصدارات تعد أيضًا من الإصدارات المهمة والنادرة بين هواة جمع الطوابع.
ومع فتح الملك عبدالعزيز للمدينة المنورة وجدة، صدرت طوابع تذكارية تحمل عبارات مثل “تذكار المدينة – البريد النجدي” و”تذكار جدة – البريد النجدي”، مع تعديل الفئات المالية على الطوابع نفسها. وبعد مبايعة الملك عبدالعزيز ملكًا على الحجاز ونجد عام 1926م، صدرت أول مجموعة طوابع من ست فئات تحت مسمى “بريد الحجاز ونجد”، وأُعيدت طباعة هذه المجموعة في نفس العام مع تغيير ألوانها.
أما الإصدار الثاني للطوابع في عهد الملك عبدالعزيز فكان من ثماني فئات، وصدر تحت اسم “الحكومة العربية – بريد الحجاز ونجد”، وتم توشيح هذه الفئات بعبارة “ذكرى ملكية نجد وملحقاتها”.
وشهدت فترة الطوابع في عهد الملك عبدالعزيز أول مجموعة تحمل الشعار الوطني للمملكة، السيفين والنخلة، والتي صدرت من خمس فئات بمناسبة ذكرى الجلوس الملكي الرابع عام 1930م. وبعد إعلان توحيد البلاد، صدرت أول مجموعة طوابع تذكارية باسم المملكة العربية السعودية عام 1934م، عند تنصيب الأمير سعود بن عبدالعزيز وليًا للعهد، وتكونت هذه المجموعة من اثنتي عشرة فئة، وتم تقسيمها إلى جزأين: جزء مخرم بالكامل والجزء الآخر مخرم جزئيًا، وتعد هذه المجموعة من أهم الإصدارات البريدية وأغلاها قيمة لقلة ما طُبع منها.
وفي نفس العام، صدرت أول مجموعة طوابع عادية من أربع عشرة فئة تحمل اسم المملكة العربية السعودية، ومن أبرز الفئات النادرة فئتا المئة قرش والمئتي قرش.
كما أصدرت المملكة عام 1937م طوابع (مستحق) بثلاث فئات، وفي عام 1939م طوابع (حكومي) من ست فئات. وأما أول إصدار للبريد الجوي باسم المملكة، فصدر عام 1949م، وظهر عليه صورة الطائرة DC3، والتي كانت أول طائرة تُستخدم لنقل البريد والمسافرين داخل المملكة، وقد أهديت للملك عبدالعزيز من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1945م.
وتواصلت إصدارات الطوابع في المناسبات التاريخية، ومن أبرزها طوابع ذكرى الاجتماع الملكي في رضوى عام 1945م، والتي جمعت الملك عبدالعزيز والملك فاروق ملك مصر، وصدر الطابع بأربع فئات. كما صدر طابع بقيمة نصف قرش عام 1946م بمناسبة عودة الملك عبدالعزيز من مصر، وتم سحب هذا الطابع وإتلافه لاحقًا بسبب وجود كلمة “التوحيد” عليه، خوفًا من إساءة استخدامه، ليعاد إصداره بعد شطب الكلمة، ويحتفظ بعض هواة الطوابع بهذا الإصدار قبل وبعد التعديل.
وشهدت الخمسينات استمرار إصدار الطوابع في عهد الملك عبدالعزيز، مثل مجموعة فئتين بمناسبة زيارة ملك أفغانستان عام 1950م، ومجموعة خمس فئات للاحتفال بمرور خمسين عامًا على دخول الرياض، ومجموعة أخرى عام 1951م بمناسبة زيارة الملك طلال ملك الأردن، وإصدار خمس فئات عام 1952م لافتتاح سكة حديد الحكومة السعودية. كما صدرت ثلاث مجموعات في عام 1953م، كل مجموعة منها بفئتين، بمناسبة زيارة رئيس لبنان، وحاكم باكستان، والملك حسين للمملكة.
وأُلصقت الطوابع الأولى في مجلدات حكومية، وأُلصق بعضها على ورق مقوى، فيما استمرت طباعة بعض الإصدارات في مصر وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وبعض المطابع الأهلية داخل المملكة، إلى أن أُنشئت المطابع الحكومية الحديثة المزودة بأحدث الأجهزة، لتصبح المملكة قادرة على إصدار الطوابع البريدية محليًا وبمعايير عالية الجودة.
