حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المعروفة باسم الأونروا، فيليب لازاريني، اليوم الثلاثاء، من أن قطاع غزة “يُمحى من الوجود ويتحول إلى أرض قاحلة”، في تصريحات صارخة تعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
ويتزامن هذا التصريح مع توسيع الاحتلال عمليته العسكرية في مدينة غزة، وتصعيد الإجراءات العقابية في الضفة الغربية المحتلة، ردًا على هجوم نفذه مسلحان فلسطينيان في القدس يوم أمس.
ووصف لازاريني، عبر حسابه على منصة “إكس”، المشهد المأساوي في القطاع قائلًا: “يتم إفراغ غزة من سكانها الجائعين الذين يُجبرون على الانتقال إلى ما يسمى بالمنطقة الإنسانية في المواصي”.
وأضاف أنه “لا يوجد مكان آمن في غزة، ناهيك عن وجود منطقة إنسانية”، مشيرًا أن المواصي تحولت إلى “مخيم كبير ومتنام يركز الفلسطينيين الجياع في حالة من اليأس”.
وتساءل المسؤول الأممي عما إذا كانت التحذيرات من هذه الكارثة ستلقى آذاناً صماء كما حدث مع التحذيرات السابقة من المجاعة، مجددًا دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الإفلات من العقاب “قبل فوات الأوان”.
وفي سياق متصل، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، بهدم منازل منفذي الهجوم الذي أسفر عن مقتل 6 أشخاص عند محطة حافلات بالقدس أمس، كما أعلن عن فرض عقوبات تشمل سحب تصاريح العمل من 750 شخصًا من أقارب المنفذين وسكان بلدتي قطنة والقبيبة اللتين ينحدران منهما.
وتفاقم هذه الإجراءات من الأزمة الإنسانية والمعيشية للفلسطينيين، وتأتي في ظل وضع متدهور بالفعل في غزة.
وتبرر إسرائيل هذه الإجراءات بأنها تشكل رادعًا لهجمات مستقبلية، في حين يعتبرها الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان شكلًا من أشكال “العقاب الجماعي” الذي يحظره القانون الدولي.
وتضيف هذه التطورات طبقة جديدة من التعقيد على الوضع المتفجر، حيث أن المعاناة في الضفة الغربية مرتبطة بشكل وثيق بما يحدث في غزة.
وعلى صعيد متصل، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أنه سيوسع قائمة البلدات التي يحق لسكانها الحصول على تراخيص لحمل السلاح، معتبرًا أن “الأسلحة النارية تنقذ الأرواح”، في إشارة أن مدنيين مسلحين قاما بتحييد المهاجمين.
ويُذكر أن قوات الشرطة داخل الأراضي المحتلة قتلت المسلحين في مكان الهجوم، واعتقلت فلسطينيًا من سكان القدس الشرقية للاشتباه في مساعدتهما، ومع استمرار هذه الدورة من العنف والعقاب، تتضاءل الآمال في تهدئة الوضع المأساوي في غزة والضفة الغربية.