تظهر دراسات طويلة الأمد أن خطر الوفاة بسبب التدخين يتضاعف بشكل كبير مع مجموعة واسعة من الأمراض التي تتجاوز سرطان الرئة لتشمل القلب والأوعية الدموية.
وتكشف البيانات الحديثة التي جمعتها منصة “Our world in data”، المستندة إلى مقارنات بين المدخنين وغير المدخنين، عن حجم التأثير القاتل لهذه العادة التي يمكن الوقاية منها.
ويكشف تصنيف جديد للأمراض المرتبطة بالتدخين عن أن سرطان الرئة يتصدر القائمة بفارق هائل، حيث يرفع التدخين احتمالية الوفاة به بمقدار 21.3 مرة مقارنة بغير المدخنين.
ويأتي تلف الرئة المزمن في المرتبة الثانية، مضاعفًا الخطر 10.8 مرات، مما يؤكد أن الجهاز التنفسي هو المتضرر المباشر والأكبر من هذه العادة.
كما يمتد تأثير التدخين المباشر إلى الأنسجة المجاورة، حيث يرتفع خطر الوفاة بسبب التدخين نتيجة الإصابة بسرطان الفم والحلق 8.8 مرات، وسرطان المثانة 3 مرات، وذلك بسبب التلامس المباشر مع الدخان وتراكم المواد المسرطنة في الجسم، وتوضح هذه الأرقام لماذا تتركز الحملات الصحية على التحذير من الأضرار التي يلحقها القطران بالرئتين.
وعلى الرغم من أن السرطانات تحظى بالاهتمام الأكبر، إلا أن الأمراض المرتبطة بالدورة الدموية تودي بحياة عدد كبير من المدخنين بشكل جماعي.
ويتضاعف خطر الوفاة بسبب أمراض القلب الإقفارية والسكتة الدماغية ثلاث مرات، ويرجع ذلك إلى أن النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى تسبب تصلب الشرايين، وترفع ضغط الدم، وتزيد من كثافة الدم.
ويؤدي التعرض المزمن للتدخين أيضًا إلى التهاب جدران الأوعية الدموية، وهو ما يفسر الزيادة في الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى بمقدار 2.1 مرة، والوفيات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم بمقدار مرتين.
وتُبرز هذه الإحصائيات أن الإقلاع عن التدخين يحقق فوائد سريعة لصحة القلب، وغالبًا ما تظهر هذه الفوائد بوتيرة أسرع من تراجع مخاطر الإصابة بالسرطان.
ويمتد خطر الوفاة بسبب التدخين ليشمل أمراضًا قد لا تبدو مرتبطة بشكل مباشر بالجهاز التنفسي أو الدوري، حيث يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 30-40%، لأن السجائر تفاقم من مقاومة الأنسولين.
كما أن مرض السل، الذي كان يُعتقد أنه من أمراض الماضي في الدول المتقدمة، لا يزال يقتل عددًا أكبر من المدخنين بمقدار 1.6 مرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن دخان السجائر يضعف الدفاعات المناعية في الرئتين.