logo alelm
في أي القطاعات تعمل الروبوتات؟

في 2025، لم تعد الروبوتات تكتفي بالوقوف خلف خطوط الإنتاج في المصانع، بل اقتحمت مجالات كانت حكرًا على البشر، من غرف العمليات إلى ممرات المنازل، ومن مسارح الترفيه إلى الحقول الزراعية.

وبينما تُظهر الأرقام تفوق القطاع الطبي، تتكشف خريطة جديدة تعيد رسم حدود العمل بين الإنسان والآلة.

لماذا يتصدر الطب السباق؟

تكشف بيانات «Statista Market Insights» عن مشهد عالمي تتصدّره الروبوتات الطبية، التي تستحوذ على 27% من عائدات الروبوتات الصناعية والخدمية، متقدمة على القطاعات الأخرى.

لم يكن الأمر وليد اللحظة؛ فالروبوتات الجراحية ظهرت منذ سنوات، لكنها اليوم تؤدي أدوارًا أوسع، في التعقيم، وإعادة التأهيل، وحتى نقل المستلزمات داخل المستشفيات. في عالم يتزايد فيه الضغط على الأنظمة الصحية بسبب الشيخوخة والأوبئة، تصبح هذه الآلات أكثر من مجرد أدوات، بل جزءًا من استراتيجية بقاء للقطاع الصحي.

يأتي هذا التوزيع بعد موجة تسريع غير مسبوقة بفعل جائحة «كوفيد-19»، حين فرض التباعد الاجتماعي والقيود الصحية اعتماد الأتمتة في المستشفيات والمنازل والمصانع. في سياق متصل، مكّنت الطفرات في الذكاء الاصطناعي الروبوتات من اتخاذ قرارات أكثر دقة، ما عزز الثقة بقدرتها على أداء مهام حساسة.

كيف أصبحت المنازل سوقًا رابحة للروبوتات؟

قفزت الروبوتات المنزلية إلى المرتبة الثانية بنسبة 19.8% من العائدات.

بدأ الأمر بمكانس ذكية تجوب الأرضيات، لكنه سرعان ما شمل جزّازات عشب آلية، وأجهزة تنظم المهام اليومية. المفارقة أن هذه التكنولوجيا، التي كانت رفاهية للأثرياء قبل عقد، أصبحت اليوم في متناول الأسر المتوسطة، ما فتح سوقًا أوسع من أي وقت مضى.

أي خدمات أخرى تنافس؟

في المطاعم والمقاهي، تبرز روبوتات النُدُل والباريستا كرموز لمستقبل خدمة الزبائن.

ورغم أن انتشارها العددي محدود، فإن سعر الوحدة المرتفع يرفع نصيبها من السوق إلى 10.3%. ويثير هذا تحولًا في فلسفة الخدمة: من مهارة إنسانية إلى أداء ميكانيكي دقيق، يطرح أسئلة عن الهوية الثقافية للضيافة.

ماذا عن الترفيه والإلكترونيات؟

يمثل الترفيه 9.3% من العائدات، مستخدمًا الروبوتات في العروض الحية، والمتاحف التفاعلية، وألعاب الواقع المعزز. أما الصناعات الكهربائية والإلكترونية (6.7%) فتستمر في الاعتماد على الأتمتة لضمان دقة الإنتاج وخفض التكاليف.

أما بالنسبة للوجستيات والسيارات، ففي مراكز التوزيع والمخازن، تعمل الروبوتات على فرز الطرود وشحنها بنسبة 5.8% من العائدات. بينما تحتفظ صناعة السيارات بنسبة 5.6%، استمرارًا لدور الروبوتات الكلاسيكي في خطوط التجميع، وإن كان مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تمنحها قدرة أكبر على التكيف مع مهام متنوعة.

بينما تسجل الزراعة 3.8% فقط، لكنها تشهد تجارب واعدة مثل الطائرات المسيرة لرش المبيدات، والروبوتات الحاصدة. أما الصناعة الكيميائية، بنسبة 2%، فتوظف الروبوتات في بيئات عالية الخطورة حيث لا يُنصح بوجود البشر.

وتشكل القطاعات الأخرى 9.7% من الإيرادات، وتشمل مجالات بحثية وتجريبية قد تتحول لاحقًا إلى أسواق ضخمة.

وإذا استمرت هذه الاتجاهات، قد يتجاوز الإنفاق على الروبوتات الطبية والمنزلية نصف السوق خلال سنوات قليلة، ما يطرح أسئلة حول طبيعة العمل البشري في المستقبل، وحدود العلاقة بين الإنسان والآلة، وأي القيم التي يمكن أن تحافظ عليها المجتمعات في ظل تسارع هذا التحول.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

السماء قد تُمطر أسماكًا.. 10 معلومات عن العواصف الرعدية

المقالة التالية

إنفوجرافيك| أداء قطاعات أبل في الربع الثالث 2025