كشف مؤشر جودة الحياة العالمي لعام 2025، الصادر عن وحدة المعلومات التابعة لمجلة “The Economist”، عن قائمة أقل المدن الصالحة للعيش في العالم، حيث تصدرت العاصمة السورية دمشق القائمة للعام الحالي، في ظل تحديات عميقة تجعل الحياة اليومية صعبة ومحفوفة بالمخاطر في العديد من هذه المدن التي تعاني من الحروب وعدم الاستقرار السياسي وضعف البنية التحتية.
بقيت دمشق في المرتبة 173 والأخيرة عالميًا، مسجلة 20 نقطة فقط من أصل 100 على المؤشر، لتظل بذلك في قاع الترتيب.
ووفقًا للتقرير، فعلى الرغم من التغيرات التي شهدتها سوريا، إلا أن آثار أكثر من عقد من الحرب الأهلية تركت العاصمة ببنية تحتية مدمرة، ووصول محدود للغاية للرعاية الصحية، ومستويات متدنية من السلامة العامة.
وتعد الفجوة كبيرة بين دمشق والمدينة التي تسبقها في الترتيب، وهي العاصمة الليبية طرابلس، حيث يبلغ الفارق بينهما 10 نقاط كاملة، مما يعكس حجم التحديات التي تواجهها دمشق لتكون ضمن أقل المدن الصالحة للعيش.
ولم يكن الوضع أفضل حالًا في طرابلس، التي حلت في المرتبة 172 عالميًا برصيد 30 نقطة، حيث تستمر العاصمة الليبية في معاناتها من عدم الاستقرار السياسي، والاقتتال بين الفصائل، وانهيار الخدمات العامة، دون أن تظهر أي تحسن يذكر عن السنوات السابقة.
كما بقيت العاصمة الأوكرانية كييف في المرتبة 165 برصيد 44.5 نقطة ضمن قائمة أقل المدن الصالحة للعيش بسبب الحرب المستمرة مع روسيا، والتي أثرت بشدة على بنيتها التحتية وسلامة سكانها.
وبشكل عام، تهيمن مدن من الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا على قائمة أقل المدن الصالحة للعيش، فإلى جانب دمشق وطرابلس، ضمت القائمة مدنًا مثل دكا في بنغلاديش (المرتبة 171 برصيد 41.7 نقطة)، وكراتشي في باكستان (المرتبة 170 برصيد 42.7 نقطة)، والجزائر العاصمة (المرتبة 169 برصيد 42.8 نقطة).
كما شملت القائمة لاغوس في نيجيريا (المرتبة 168 برصيد 43.5 نقطة)، وهراري في زيمبابوي (المرتبة 167 برصيد 43.8 نقطة)، وبورت مورسبي في بابوا غينيا الجديدة (المرتبة 166 برصيد 44.1 نقطة)، وكاراكاس في فنزويلا (المرتبة 164 برصيد 44.9 نقطة).
وأشار التقرير أن متوسط جودة الحياة العالمي لعام 2025 استقر عند 76.1 من 100، وهو نفس متوسط العام الماضي.
ومع ذلك، شهدت درجات فئة الاستقرار تراجعًا مستمرًا على مستوى العالم وسط التوترات الجيوسياسية والاضطرابات المدنية الواسعة، وهي العوامل الرئيسية التي تدفع بالمدن إلى أسفل الترتيب لتصبح ضمن أقل المدن الصالحة للعيش.