تظهر دراسة حديثة أجرتها جامعة ستانفورد والبنك الدولي في ديسمبر 2024، والتي تمثّل مقارنة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، حجم التأثير الهائل لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تسريع إنجاز المهام اليومية.
نتائج الدراسة التي شملت مسحًا لـ 4,278 بالغًا أمريكيًا تعد نقطة تحول في فهمنا لكيفية دمج التقنيات المتطورة في سير العمل، حيث أظهرت أن استخدام الذكاء الاصطناعي أدى إلى خفض متوسط الوقت المستغرق في جميع المهام بنسبة لا تقل عن 60% مقارنة بالوقت المستغرق بدون الذكاء الاصطناعي.
تتصدّر مهام مثل “استكشاف الأخطاء وإصلاحها” قائمة المهام التي حققت أكبر مكاسب في الإنتاجية بفضل الذكاء الاصطناعي، حيث انخفض متوسط الوقت اللازم لإنجازها بنسبة 76%، ففي حين كانت تستغرق هذه المهمة 115 دقيقة بدون الذكاء الاصطناعي، انخفضت إلى 28 دقيقة فقط باستخدامه.
كما حققت مهام مثل “البرمجة” و”تصميم التقنيات” مكاسب إنتاجية كبيرة، ففي البرمجة، انخفض الوقت من 129 دقيقة إلى 33 دقيقة، بينما في تصميم التقنياتا، تقلص الوقت من 142 دقيقة إلى 39 دقيقة.
وتشير هذه الأرقام أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة، بل أصبح شريكًا أساسيًا في العمليات التقنية المعقدة.
وتظهر هذه مقارنة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي فعالية الأخير في المهام التحليلية أيضًا، مثل “التفكير النقدي” (من 102 دقيقة إلى 27 دقيقة) و”الرياضيات” (من 108 دقيقة إلى 29 دقيقة).
وتعتبر “الكتابة” من بين المهام التي تستغرق أقل وقت عند استخدام الذكاء الاصطناعي، بمتوسط 25 دقيقة فقط، مقارنة بـ 80 دقيقة بدون الذكاء الاصطناعي.
وحتى المهام التي يعد الإنسان محورها مثل “إصدار الأحكام واتخاذ القرارات”، و”إدارة الموارد البشرية“، و”التدريس” شهدت مكاسب في الإنتاجية لا تقل عن 65% عند دمج الذكاء الاصطناعي، فإصدار الأحكام واتخاذ القرارات انخفض وقته من 79 دقيقة إلى 28 دقيقة، وإدارة الموارد البشرية من 103 دقائق إلى 32 دقيقة، والتوجيه من 93 دقيقة إلى 31 دقيقة.
تؤكد هذه النتائج أن مقارنة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي لم تعد محصورة في المهام التقنية البحتة، بل امتدت لتشمل المهام التي تتطلب تفاعلاً بشريًا وتقديرًا.
