خلال أحدث تقرير لصندوق النقد الدول صندوق النقد الدولي (IMF) ظهرت التوقعات حول أكثر الدول تراجعا اقتصاديا لعام 2025، إذ يوضح التقرير مجموعة من الدول التي ستواجه أكبر الانكماشات الاقتصادية وأدنى معدلات النمو، وإن كان هذا التقرير يسلط الضوء التحديات التي تواجهها أضعف الدول النامية، فإنه يسلط الضوء أيضًا على تحديات مختلفة تواجهها أكبر الاقتصادات المتقدمة في العالم.
تتصدر جنوب السودان قائمة الدول التي تواجه أكبر انخفاض في النمو الاقتصادي لعام 2025، حيث يتوقع أن يشهد الاقتصاد تراجعًا بنسبة -4.31%. ويعود هذا الانكماش إلى انخفاض عائدات النفط والصراعات السياسية المستمرة في البلاد.
أما غينيا الاستوائية و فنزويلا، فهما تواجهان تحديات اقتصادية حادة نتيجة للهيكل الاقتصادي الهش والاعتماد المفرط على النفط. حيث تشير التوقعات إلى أن فنزويلا ستسجل تراجعًا بنسبة -4.00% في نمو الناتج المحلي الإجمالي، في حين أن غينيا الاستوائية ستسجل -4.20%.
وبينما تشهد العراق و اليمن و هايتي أيضًا تراجعًا في نمو اقتصاداتهم بسبب الصراعات الداخلية والأزمات الإنسانية، تشير التوقعات إلى أن العراق و اليمن سيواجهان انكماشًا بنسبة -1.50%، بينما هايتي ستكون أقل تأثرًا بتراجع نمو اقتصادي قدره -1.00%.
على الرغم من أن الاقتصادات المتقدمة عادة ما تتمتع بقوة استقرار نسبي، فإن هذا العام يشهد مفاجأة بوجود دول أوروبية متقدمة ضمن أسوأ الاقتصادات أداءً. ففي النمسا و ألمانيا و إيطاليا، من المتوقع أن تواجه هذه الدول ركودًا اقتصاديًا أو نموًا هامشيًا.
يشير صندوق النقد الدولي إلى أن الدول الأوروبية المتقدمة، مثل النمسا و ألمانيا، تعاني من ارتفاع التضخم، و تباطؤ الإنتاجية، و شيخوخة السكان، وهي عوامل تؤدي إلى ضعف النمو الاقتصادي.
حتى اليابان و سويسرا، الدولتان المتقدمتان تقنيًا، وجدتا نفسيهما ضمن القائمة بسبب التحديات الاقتصادية العالمية. اليابان تشهد نموًا منخفضًا قدره 0.55%، بينما سجلت سويسرا نموًا قدره 0.88%، وهو أيضًا منخفض مقارنة بالمعايير التاريخية لهذه البلدان.
يشير التقرير إلى أن أسواق الاقتصاد العالمي ستظل تواجه صعوبات في 2025، حيث تعاني بعض الدول النامية من تحديات هيكلية تتطلب إصلاحات جذرية في نظمها الاقتصادية، في حين أن الاقتصادات المتقدمة ستظل في حالة ركود اقتصادي بسبب الضغوط المستمرة الناتجة عن التحديات المحلية والعالمية.
من المتوقع أن يكون الشرق الأوسط وأجزاء من أفريقيا من بين المناطق الأكثر تضررًا جراء هذه الأزمات الاقتصادية، بينما تستمر الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين في أداء دور محوري في الاقتصاد العالمي.
يظهر تقرير صندوق النقد الدولي أن الانكماش الاقتصادي لا يقتصر فقط على الدول النامية أو المتأثرة بالنزاعات، بل يطال الاقتصادات المتقدمة أيضًا بسبب مجموعة من العوامل المعقدة. في حين تتنوع الأسباب من الأزمات السياسية والإنسانية إلى التحديات الاقتصادية الداخلية مثل التضخم و الشيخوخة السكانية.