عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفريقه للسياسة الخارجية، اجتماعات مكثفة في “كامب ديفيد” لمناقشة استراتيجية الولايات المتحدة تجاه الأزمة النووية الإيرانية والحرب المستمرة في غزة.
كشف موقع “Axios” عن الاجتماع الذي عقد يوم الأحد، ونقل عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “ترامب” يرى أن الأزمتين متشابكتان وتشكلان جزءًا من واقع إقليمي أوسع يسعى لتشكيله.
وتتمتع منطقة “كامب ديفيد” وهي منتجع رئاسي بالقرب من واشنطن، بشهر واسعة في المنطقة العربية، حيث شهدت توقيع اتفاقية السلام بين مصر وكيان الاحتلال.
ضم الاجتماع في كامب ديفيد عدة جلسات سياسية حضرها كبار المسؤولين، بمن فيهم نائب الرئيس دي جيه فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ورئيسة الأركان سوزي ووايلز، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف.
وصف مسؤول أمريكي رفيع المستوى المناقشات في كامب ديفيد بأنها كانت شاملة، قائلاً: “لم يكن هناك ما لم يناقش”، وأضاف آخر أن “هذه الخلوة أتاحت لكبار المسؤولين في الإدارة فرصة الجلوس معًا لفترة طويلة ومناقشة هذه القضايا”.
على صعيد الملف النووي الإيراني، من المتوقع أن تصدر طهران ردًا رسميًا على المقترح الأمريكي قريبًا، وسط مؤشرات على رفضه، ومع ذلك، تلقى البيت الأبيض إشارات بأن إيران، رغم رفضها، ستُعرب عن اهتمامها بمواصلة المفاوضات.
صرح “ترامب” يوم الاثنين بأن الإيرانيين “مفاوضون جيدون” لكنهم “قد يكونون صارمين للغاية في بعض الأحيان”، وأضاف: “نحاول التوصل إلى اتفاق يضمن عدم حدوث دمار أو موت.. آمل أن تسير الأمور على هذا النحو، لكنها قد لا تسير على هذا النحو”.
ومن المقرر أن ينتهي الموعد النهائي الأصلي الذي حدده “ترامب” للتوصل إلى اتفاق اليوم الخميس المقبل، إلا أن الجانبين يرغبان في مواصلة المحادثات في الوقت الحالي، ومن المتوقع عقد جولة سادسة من المحادثات في مسقط بعمان، الأحد المقبل.
وفي سياق متصل، أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين، قبل مغادرته كامب ديفيد.
أكد “ترامب” لنتنياهو اعتقاده بوجود فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وبالتالي فهو يعارض العمل العسكري في الوقت الحالي.
بعد المكالمة، صرح ترامب للصحفيين بأن مطالب إيران “غير مقبولة”، خاصة فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، محذرًا من أن “البديل كارثي للغاية”.
وناقش ترامب ونتنياهو أيضًا الوضع في غزة، وأفاد مسؤول أمريكي أن رئيس الولايات المتحدة أبلغ رئيس وزراء الاحتلال بسعادته بدخول المساعدات إلى غزة، ومع ذلك، وصلت محادثات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود منذ أسابيع، رغم التفاؤل المتقطع.
وأشار مسؤول أمريكي إلى إحراز بعض التقدم في الأيام الأخيرة لدفع حماس إلى تخفيف موقفها من المقترح الأمريكي للتوصل إلى اتفاق، ويعود ذلك جزئيًا إلى زيادة الضغط من الوسطاء القطريين.
وقال مسؤول أمريكي آخر: “لا نتوقع تحقيق تقدم هذا الأسبوع، ولكن هناك بالتأكيد تقدم، ونحن أقرب إلى التوصل إلى اتفاق مما كنا نعتقد”.