تعد مناسك الحج رحلة إيمانية فريدة من نوعها، تتطلب استعدادًا جسديًا ونفسيًا، وتمثل واحدة من قمم التعبد والتقرب إلى الله تعالى في الإسلام، وتمر هذه الرحلة الروحية بمجموعة من الشعائر والخطوات المحددة التي يؤديها الحاج بترتيب دقيق، لضمان صحة حجه وقبوله.
أولى مناسك الحج هي “الإحرام”، وهي نية الدخول في النسك، ويصاحبها ارتداء لباس الإحرام الخاص، وتجنب بعض المحظورات كقص الشعر والأظافر والطيب، وبعد الإحرام، يتجه الحجاج إلى مكة المكرمة لأداء “الطواف” حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط، وهو من أركان الحج الأساسية، ثم يتبعه “السعي” بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضًا.
في اليوم الثامن من ذي الحجة، وهو يوم التروية، يتوجه الحجاج إلى “منى” للمبيت فيها، استعدادًا للوقوف بعرفة، ويعد الوقوف بعرفة في اليوم التاسع هو الركن الأعظم للحج، حيث يقضي الحجاج يومهم في الدعاء والتضرع والتكبير، وهو يوم المغفرة والتوبة.
بعد غروب شمس يوم عرفة، يتجه الحجاج إلى مزدلفة للمبيت فيها وجمع الحصيات لرمي الجمرات، تأتي بعد ذلك رمي جمرة العقبة الكبرى في اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى، ثم ذبح الهدي أو الأضحية، وهي من السنن المؤكدة في الحج.
يتبع ذلك في مناسك الحج الحلق والتقصير، حيث يقوم الرجال بحلق شعر رؤوسهم أو تقصيره، وتقصر النساء من أطراف شعرهن، وبذلك يتحلل الحاج التحلل الأصغر ويجوز له فعل كل شيء إلا الجماع، وبعد ذلك، يتوجه الحجاج إلى الكعبة لأداء طواف الإفاضة، وهو ركن أساسي من أركان الحج.
في الأيام الثلاثة التالية التي تعرف باسم أيام التشريق، وهي أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، يستمر الحجاج في المبيت في منى ورمي الجمرات الصغرى والوسطى والكبرى كل يوم بعد الزوال.
وأخيراً، يختم الحجاج مناسك الحج رحلتهم بأداء طواف الوداع حول الكعبة المشرفة قبل مغادرتهم مكة المكرمة، وهو آخر ما يفعله الحاج قبل رجوعه إلى بلده.