عادة ما يخشى الكثيرون ممن اتخذوا قرار أداء فريضة الحج من الأمراض المنقولة بسبب الزحام الشديد خلال هذا الموسم، وتتزايد المخاوف بالنسبة للمصابين بمرض السكري وهو ما يجعلهم يتساءلون عن وجود أي عقبات تمنعهم من أداء المناسك.
ولكن بحسب وزارة الصحة السعودية، فإن لا يوجد ما يمنع المصاب بمرض السكري من أداء فريضة الحج، ولكن بشرط اتخاذ التدابير الوقائية لتجنب أي مضاعفات صحية محتملة خلال الرحلة، ففي خضم الزحام والتحديات البدنية، يصبح الحاج المصاب بالسكري أكثر عرضة لتقلبات مستوى السكر، الجفاف، أو انتقال العدوى، ما لم يتخذ الاحتياطات اللازمة.
خطوات أساسية قبل السفر
قبل السفر إلى الأراضي المقدسة، يجب على الحاج المصاب بالسكري اتخاذ عدة خطوات أساسية وهي:
- استشارة طبية شاملة: زيارة الطبيب المعالج أمر حتمي لتقييم القدرة على أداء المناسك، ومناقشة أي تعديلات ضرورية على جرعات الأدوية (خاصة الإنسولين) نظرًا للمجهود البدني العالي المتوقع كالمشي الطويل.
- توثيق الحالة الصحية: الحرص على حمل تقرير طبي مفصل باللغة الإنجليزية أو العربية يوضح الحالة الصحية ونوع العلاج، وهو ما قد يسمح بإدخال الإبر والأدوية في حال السفر بالطائرة.
- بطاقة تعريفية واضحة: ارتداء سوار حول المعصم أو حمل بطاقة تفيد بالإصابة بالسكري ونوع العلاج لتسهيل تقديم المساعدة الطبية العاجلة عند الضرورة.
- تأمين الأدوية والمستلزمات: إحضار كمية كافية من جميع الأدوية (بما فيها إبرة الجلوكاجون الإسعافية لحالات انخفاض السكر الشديد بعد استشارة الطبيب)، وشرائط اختبار السكر، وجهاز قياس السكر، مع التأكد من أخذ التطعيمات اللازمة قبل السفر.
- مستلزمات الطوارئ والراحة: اصطحاب قطعة حلوى أو عصير ووجبات خفيفة لمواجهة انخفاض السكر المفاجئ أو تأخر الرحلات، بالإضافة إلى مظلة شمسية ودفتر ملاحظات لتسجيل أي تغيرات.
- الرفيق المُلِم: يُفضل بشدة اصطحاب رفيق سفر على دراية تامة بالحالة الصحية وكيفية التعامل مع الطوارئ.
إرشادات لسلامة الحاج المصاب بالسكري
خلال التواجد في المشاعر المقدسة، تتطلب المحافظة على صحة الحاج المصاب بالسكري التزامًا خاصًا:
- التواصل الفعّال: إبلاغ طبيب الحملة والمرافقين المقربين بالإصابة بالسكري وتوعيتهم بطرق إسعاف حالات ارتفاع وانخفاض السكر.
- النظام الغذائي والدوائي: اتباع النظام الغذائي الموصوف بدقة، والمداومة على تناول الوجبات الأساسية والخفيفة بانتظام، وعدم البدء بالطواف أو السعي إلا بعد تناول العلاج والطعام الكافي.
- حفظ الإنسولين: التأكد من برودة الإنسولين أثناء نقله وتخزينه في حافظة مناسبة أو ثلاجة بمكان الإقامة.
- العناية بالقدمين: ارتداء جوارب قطنية مريحة وأحذية مناسبة، وتجنب المشي حافيًا تمامًا. يجب فحص القدمين مرتين يوميًا، وترطيبهما جيدًا، وتجفيفهما بعناية (خاصة بين الأصابع) بعد كل وضوء، مع تقليم الأظافر بحذر لتجنب الجروح والتقرحات.
- إدارة الجهد والبيئة: شرب الماء بكميات كافية وبشكل متكرر لتجنب الجفاف، وتجنب الازدحام الشديد والتعرض المباشر لأشعة الشمس قدر الإمكان. عند الشعور بأعراض انخفاض السكر، يجب التوقف فورًا عن أداء النسك وتناول شيء سكري.
- النظافة الشخصية والوقاية: استخدام ماكينة حلاقة كهربائية شخصية بدلاً من الموس لتفادي الجروح. الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون (غير المعطر) بانتظام، واستخدام معقمات الأيدي (غير المعطرة) في الأماكن المزدحمة، وتجنب لمس العينين، وارتداء الكمامة، والحرص على آداب السعال والعطاس.
- التدخل الطبي: حمل مطهرات لعلاج أي التهابات جلدية بسيطة، ومراجعة أقرب مركز صحي أو مستشفى فورًا عند حدوث أي مضاعفات أو الحاجة لاستشارة طبية.
استمرارية الرعاية بعد العودة
بعد إتمام رحلة الحج والعودة إلى الوطن، من الضروري مراجعة الطبيب المتابع لإعادة تقييم الحالة الصحية، ومناقشة أي تغيرات أو مضاعفات قد تكون حدثت خلال فترة الحج، وإعادة ضبط جرعات الإنسولين والأدوية الأخرى إذا لزم الأمر. كما يجب عدم إهمال أي مشكلة صحية جديدة تظهر بعد العودة، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو أعراض الإنفلونزا.