الصين تتفوق على الولايات المتحدة
على مدار العقد الماضي، نجحت الصين في تجاوز الولايات المتحدة لتصبح أكبر منتج عالمي، وهيمنة قطاع التصنيع لديها وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. في حين أن القطاع الصناعي في الولايات المتحدة يمثل فقط 10% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في 2023، فإن الصين تعتمد بشكل كبير على التصنيع كمحرك رئيسي لاقتصادها، حيث يشكل هذا القطاع 27% من إجمالي الناتج المحلي الصيني.
أرقام مدهشة للصين في 2023
بلغ إجمالي القيمة المضافة للقطاع الصناعي في الصين 4.8 تريليون دولار في 2023. تعد هذه القيمة هي الأعلى عالميًا، مما يعكس الاستثمارات الضخمة التي ضختها الحكومة الصينية في هذا القطاع على مدار السنوات، بالإضافة إلى تزايد القدرة الإنتاجية الضخمة التي تمتلكها البلاد.
منافسة الولايات المتحدة في التصنيع
على الرغم من كون الولايات المتحدة ثاني أكبر منتج عالمي، إلا أن اقتصادها أصبح أقل اعتمادًا على التصنيع مقارنة بالصين. في 2023، انخفضت حصة القطاع الصناعي في الاقتصاد الأمريكي إلى حوالي 10%، مما يجعل الولايات المتحدة أقل البلدان الكبرى في الاعتماد على التصنيع بين أكبر 10 اقتصادات صناعية، مع استمرار فرنسا في التوجه نحو هذا الاتجاه.
تصنيف أعلى الدول في التصنيع
بعيدًا عن الصين، تأتي مجموعة من الدول التي تسهم بحصة كبيرة في الإنتاج التصنيعي العالمي، منها اليابان وألمانيا، حيث يشكل كل منهما حوالي 5.1% من الإنتاج العالمي. وبالرغم من تصدر الصين، إلا أن هذه الدول تُعد لاعبين رئيسيين في سوق التصنيع العالمي.
أثر التصنيع على الاقتصاد الصيني
من الملاحظ أن الصين ليست فقط قوة تصنيع ضخمة، ولكنها أيضًا أصبحت القوة الاقتصادية الكبرى التي يعتمد عليها العديد من الاقتصادات الأخرى في سلاسل التوريد. تصدّر الصين منتجاتها إلى جميع أنحاء العالم، مع التركيز على الصناعات التحويلية الثقيلة، مثل الإلكترونيات والآلات والمركبات. هذا الدور الكبير في التصنيع هو ما يميز الصين عن باقي الاقتصادات الكبرى، التي قد تشهد انخفاضًا في حصتها من الإنتاج المحلي الإجمالي في المستقبل.
التحديات المستقبلية للصين في قطاع التصنيع
رغم النجاح الهائل، تواجه الصين بعض التحديات الكبرى في الحفاظ على هذا الزخم الصناعي. من بينها المنافسة المتزايدة من الاقتصادات النامية مثل فيتنام وتايلاند وكوريا الجنوبية، التي بدأت تشهد زيادة في حصتها من الإنتاج العالمي. كما أن الصين تواجه ضغوطًا اقتصادية وتحديات داخلية في ظل الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، مما قد يؤثر على القدرة التنافسية في المستقبل.