logo alelm
“الصحة العالمية” تحذّر: الأمراض المعدية في غزة “خارج السيطرة”

أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تدهور الوضع الصحي في قطاع غزة، مؤكدة أن الأمراض المعدية تنتشر بسرعة غير مسبوقة في ظل الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي.

وقالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية للمنظمة في القاهرة، في تصريح لوكالة فرانس برس، إن الوضع بات “خارج السيطرة”، مشيرة إلى أن تفشي أمراض مثل التهاب السحايا والإسهال وأمراض الجهاز التنفسي يمثل تحديًا هائلًا للفرق الطبية العاملة في الميدان. وأوضحت أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس أنعش الآمال بإمكانية وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية إلى سكان القطاع بعد حرب استمرت عامين، لكنها حذّرت من أن العقبات ما زالت “هائلة ولا يمكن تصورها”.

وفي حديثها يوم الأربعاء، شددت بلخي على أن غزة تحتاج إلى إمدادات عاجلة من الوقود والغذاء والمستلزمات الطبية والأدوية والكوادر الصحية، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط من أجل فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات دون قيود.

نقص المرافق الصحية

وفق بيانات منظمة الصحة العالمية، لا تعمل سوى ثمانية مرافق صحية فقط في مدينة غزة، وجميعها تعمل جزئيًا بسبب نقص الوقود والكوادر والمعدات. وتشير التقارير إلى أن الأطباء والمسعفين في القطاع يواجهون ظروفًا قاسية، إذ يعانون من نقص التغذية والإرهاق الشديد نتيجة استمرار القصف وارتفاع عدد الضحايا الذي تجاوز 68 ألف قتيل، بحسب أرقام وزارة الصحة في غزة التي تصفها الأمم المتحدة بأنها موثوقة.

وتساءلت بلخي حول إمكانية ترميم النظام الصحي قائلة: “المسألة ليست مجرد إصلاح مستشفيات متضررة، بل تحديد ما إذا كانت بعض المرافق تحتاج إلى إعادة بناء من الصفر”، مؤكدة أن إعادة تأهيل القطاع الصحي ستتطلب مليارات الدولارات وعقودًا من العمل بعد أن تم “تفكيكه فعليًا”.

ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وثقت الأمم المتحدة أكثر من 800 هجوم استهدف مرافق طبية في القطاع، ما أدى إلى تدمير جزء كبير من البنية التحتية للرعاية الصحية. وتقول المنظمة إن “القليل جدًا” تبقى من هذا النظام المنهك، مشيرة إلى أن الأطفال الذين وُلدوا خلال العامين الماضيين لم يتلقَّ معظمهم أي تطعيمات أساسية.

كما أفادت بيانات الأمم المتحدة بأن نحو 42 ألف شخص أصيبوا بإعاقات دائمة نتيجة الحرب، يشكل الأطفال ربعهم. ودعت بلخي إلى السماح للمرضى بمغادرة غزة لتلقي العلاج في الضفة الغربية أو القدس كما كان يحدث سابقًا، مشيرة إلى أن القيود الإسرائيلية المشددة على التصاريح جعلت عمليات الإجلاء الطبي شبه مستحيلة.

وأضافت أن الأزمة لا تقتصر على الجانب الجسدي فحسب، بل تشمل تدهورًا خطيرًا في الصحة النفسية لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تحت الحصار والقصف المستمر منذ عامين، حيث يحتاج أكثر من مليون شخص إلى دعم نفسي عاجل، في وقت تبقى الخدمات المتاحة محدودة للغاية. واختتمت بلخي حديثها بقولها: “نأمل أن يستقر السلام بشكل دائم، حتى نتمكن أخيرًا من البدء في إعادة بناء منظومة الرعاية الصحية في غزة”.

اقرأ أيضًا:
إسرائيل تقلص مرور المساعدات إلى غزة للنصف
هل يقنع ترامب “نتنياهو” بمواصلة اتفاق غزة؟
إنفوجرافيك| خطة إعادة إعمار غزة بعد حرب العامين

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| سالم الدوسري كبير آسيا للمرة الثانية