يعيش على الأرض مليارات الأشخاص المتباينين في الطول، فلماذا يكون بعض البالغين قصار القامة، بينما يكون البعض الآخر بطول لاعبي كرة السلة؟
وجد الباحثون أن الطول يتعلق إلى حد كبير بالجينات، ولكن هناك اعتبار آخر مهم، حيث أظهرت الدراسات أن سوء التغذية أو المرض الشديد أثناء الطفولة يمكن أن يمنع الناس من الوصول إلى الطول المتوقع لهم وراثيًا.
في دراسة أجريت عام 2016 في مجلة “eLife“، أظهر الباحثون أن أطول الرجال في العالم في المتوسط يأتون من هولندا، وأطول النساء في العالم في المتوسط ينحدرون من لاتفيا.
واحتلت كوريا الجنوبية المركز 133 في تصنيف عام 1985، ولكن بحلول عام 2019، قفزت إلى المركز 60.
ويعتقد العلماء أن هذا التغيير قد يكون بسبب تحسن النظام الغذائي في كوريا الجنوبية في العقود الأخيرة.
في كوريا الجنوبية وجمهورية الصين الشعبية، يعزى زيادة الطول على مدى الجيل أو الجيلين الأخيرين إلى تحسين التغذية، كما يقول ستيفن هسو، أستاذ الرياضيات الحاسوبية والعلوم والهندسة في جامعة ولاية ميشيغان الأمريكية، والذي أجرى أبحاثًا في التنبؤ بطول الشخص،
ارتفع تناول البروتين والكالسيوم وإجمالي السعرات الحرارية لسكان البلدين في الجيل أو الجيلين الأخيرين، مما ساهم في زيادة متوسط الأطوال.
كما يمكن أن تؤثر الأمراض الخطيرة سلبًا على النمو، خاصة إذا حدثت في مرحلة الطفولة؛ ومن الأمثلة على ذلك مرض الاضطرابات الهضمية وفقر الدم وأمراض العظام مثل الكساح وهشاشة العظام عند الأطفال .
وعلى الرغم من أن النظام الغذائي غير الصحي والمرض الخطير في مرحلة الطفولة يمكن أن يؤدي إلى قصر القامة، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن الوراثة لها تأثير أكبر بكثير.
في دراسة أجريت عام 2018 ونشرت في مجلة “Genetics“، استخدم “هسو” وزملاؤه التعلم الآلي وخوارزميات الكمبيوتر لتحليل ما يقرب من نصف مليون جينوم لأشخاص يعيشون في المملكة المتحدة.
وبعد معالجة الأرقام، تمكن الفريق من التنبؤ بدقة بطول الشخص وكثافة عظامه من جيناته فقط.
وقد تم ربط الطفرات الجينية والاختلالات الهرمونية بقصر القامة، بما في ذلك التقزم، وهي حالة يقف فيها الشخص عند ارتفاع 147 سم أو أقل.
هناك نوعان فرعيان من التقزم، أولهما ما يعرف بالتقزم غير المتناسب، وهو عندما تكون بعض أجزاء الجسم صغيرة ولكن بعضها الآخر إما متوسط الحجم أو فوق المتوسط.
النوع الآخر هو القزامة المتناسبة، حيث تكون جميع أجزاء الجسم أصغر نسبيًا من المتوسط، وكلا النوعين وراثيان.
وقال “هسو”، باستثناء الحالات الطبية، بالنسبة للأشخاص الذين يحصلون على تغذية جيدة، يبدو أن علم الوراثة يحدد إلى حد كبير طول البالغين.
اقرأ ايضاً :
عن المرض الخطير القادم “X”.. رسالة من “الصحة” للمواطنين والمقيمين بالمملكة
