تشير دراسة حديثة إلى أن تناول المزيد من الطماطم قد يكون مفيداً لصحة القلب، وقد يساعد في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وإدارته.
نشرت الدراسة الشهر الماضي في المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية، ووجدت أن الطماطم والمنتجات القائمة عليها يمكن أن تلعب دوراً في المساعدة على منع وإدارة ارتفاع ضغط الدم.
الطماطم غنية بالبوتاسيوم، وهو عنصر غذائي معروف بأنه يساعد على خفض ضغط الدم عن طريق تقليل آثار الصوديوم في الجسم. كما أنها تلعب دورًا رئيسيًا في العديد من الأنظمة الغذائية الصحية للقلب.
تقول روزا ماريا، المؤلفة المشاركة في الدراسة، ومديرة معهد أبحاث التغذية والسلامة الغذائية بجامعة برشلونة، لصحيفة هيلث: “تعد الطماطم واحدة من أكثر الخضروات استهلاكًا ومتوفرة على نطاق واسع وبأسعار معقولة في جميع أنحاء العالم، إنها جزء مهم من بعض أفضل الأنظمة الغذائية، بما في ذلك النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط”.
حسب الدراسة، قام أكثر من 7000 من البالغين الإسبانيين المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بملء استبيانات حول أنماط حياتهم وحالتهم الصحية، بالإضافة إلى العادات الغذائية، والتي شملت استهلاك الطماطم.
يشمل الاستهلاك اليومي للطماطم تناول الطماطم النيئة أو منتجات الطماطم، مثل صلصة الطماطم والجازباتشو (حساء الطماطم الإسباني البارد). تم تصنيف استهلاك المشاركين من الطماطم إلى 4 مجموعات، بناءً على حجم الحصة، من 44 جراماً إلى 110 جرامات.
وأظهرت الدراسة وجود علاقة عكسية بين استهلاك الطماطم وخطر ارتفاع ضغط الدم في المجموعات الدنيا والمتوسطة، وشوهد ارتباط كبير في المجموعة الأعلى. وفقًا للبحث، فإن تناول كميات كبيرة منها يقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 36%، وحتى الاستهلاك المعتدل له تأثير في خفض ضغط الدم.
كانت هناك تغييرات أقل أهمية في ضغط الدم لدى المشاركين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. ويشير المؤلفون إلى أن هذا قد يكون بسبب حقيقة أن هؤلاء الأشخاص كانوا أكبر سنا وكان لديهم ارتفاع في ضغط الدم لفترة أطول وعوامل خطر أخرى، مما يجعل التغيير الكبير أكثر صعوبة.
كانت الطماطم هي هدف هذا البحث لأنه من السهل العثور عليها وغير مكلفة نسبيًا، مما يجعلها شائعة في عدد من الأنظمة الغذائية في جميع أنحاء العالم.
تعتبر الطماطم أيضًا من الأطعمة الموصى بها من قبل جمعية القلب الأمريكية (AHA) لتقليل ارتفاع ضغط الدم بشكل رئيسي لأنها تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم.
وقال جريجوري كاتز، طبيب القلب في جامعة نيويورك: “هناك كمية هائلة من البيانات التي تشير إلى أن تناول كميات كبيرة من البوتاسيوم يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، ليس من الواضح ما إذا كان ذلك بسبب أن تناول البوتاسيوم هو مؤشر لنظام غذائي صحي عام أو لأن تناول البوتاسيوم هو مؤشر جيد لنظام غذائي منخفض الصوديوم أو ما إذا كان البوتاسيوم في حد ذاته هو كل ما يهم”.
إن التوصية بتقليل الصوديوم وزيادة البوتاسيوم هي تعديل راسخ لنمط الحياة لتقليل خطر ارتفاع ضغط الدم. إذ تعتبر زيادة استهلاك الطماطم الغنية بالبوتاسيوم إحدى الطرق الفعالة لزيادة البوتاسيوم الغذائي.
بالإضافة إلى البوتاسيوم، تعد الطماطم أيضًا مصدرًا جيدًا للايكوبين، وهو كاروتينويد له عدد من الفوائد لنظام القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات ومضادة لتصلب الشرايين ومضادة للصفيحات. تظهر الأبحاث أن هذه الميزات تعطي اللايكوبين أيضًا خصائص كبيرة مضادة لارتفاع ضغط الدم.
اقرأ أيضاً:
ما هي مستويات ضغط الدم عند الإنسان؟ وإلى ماذا تشير أرقامها؟
