سجل معدن الذهب قفزة تاريخية كبرى خلال تعاملات يوم الأربعاء، متجاوزًا حاجز 4500 دولار للأوقية للمرة الأولى في تاريخه، وسط موجة صعود جماعية شملت المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة والبلاتين، مدفوعة بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة وتوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
محركات الصعود التاريخي لأسواق الذهب
ارتفعت أسعار الذهب الفورية لتلامس مستوى قياسيًا عند 4525.19 دولاراً قبل أن تستقر عند 4493.76 دولارًا، محققة مكاسب سنوية تجاوزت 70%، وهو أعلى نمو سنوي للمعدن الأصفر منذ عام 1979.
ويعزو المحللون هذا الزخم إلى غياب العوامل السلبية وتضافر القوى الأساسية، وعلى رأسها استمرار البنوك المركزية في الشراء المكثف وتراجع قيمة الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية.
وبالإضافة إلى ذلك، تترقب الأسواق السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، خاصة بعد تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي أعرب فيها عن رغبته في رؤية أسعار فائدة منخفضة إذا ظلت الأسواق بحالة جيدة.
ويزدهر الذهب عادة في بيئات الفائدة المنخفضة، حيث يأخذ المتداولون في الاعتبار احتمال خفض الفائدة مرتين خلال العام المقبل، مما يزيد من جاذبية الاستثمار في المعدن النفيس.
ثورة الفضة والمعادن الصناعية خلف الذهب
وعلاوة على المكاسب التي حققها الذهب، شهدت الفضة طفرة استثنائية بتجاوزها مستوى 72.70 دولارًا للأوقية، محققة ارتفاعًا بنسبة 150% منذ بداية العام.
ولا يعود هذا الصعود فقط لكونها ملاذًا آمنًا، بل لزيادة الطلب الصناعي عليها وإدراجها ضمن قائمة المعادن الحرجة في الولايات المتحدة.
وبالمثل، سجل البلاتين والبلاديوم مستويات قياسية نتيجة نقص المعروض من المناجم وحالة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية العالمية، فضلًا عن دوران السيولة الاستثمارية بين المعادن المختلفة.
ومن جانبه، أوضح فؤاد رزق زادة، محلل الأسواق في "سيتي إندكس"، أن صعود المعادن الأساسية مثل النحاس قدم دعمًا إضافيًا لمجمع السلع بأكمله.
ومع ذلك، تبقى التوترات الجيوسياسية هي المحرك الخفي الذي يدفع المستثمرين للتمسك بمعدن الذهب كأداة تحوط أساسية ضد المخاطر.
ويرى خبراء الاقتصاد أن عام 2025 قد يختتم مسيرته كواحد من أكثر الأعوام ربحية للمستثمرين في قطاع المعادن، في حين يظل الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب مرهونًا بمدى استمرارية التيسير النقدي واستقرار الأوضاع السياسية الدولية.
ومع وصول البلاتين إلى 2377.50 دولارًا والبلاديوم إلى أعلى مستوياته في ثلاث سنوات، تبدو خارطة الثروة العالمية في حالة إعادة تشكيل جذري تقودها الأصول الملموسة.














