شهدت أسعار الذهب والفضة انفجارًا سعريًا غير مسبوق في تعاملات اليوم الاثنين، حيث حطم المعدن الأصفر حاجز 4400 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه، مدفوعًا بمزيج من التوترات الجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، في حين سجلت الفضة مستويات قياسية هي الأعلى على الإطلاق بتجاوزها عتبة 69 دولارًا.
وتسارعت وتيرة المكاسب صباحًا، إذ قفز الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.4% ليصل إلى 4397.16 دولار، بعد أن لامس ذروة تاريخية عند 4400.29 دولار، وسط حالة من التفاؤل الاستثماري بموسم أعياد الميلاد الذي عادة ما يدعم الأصول النفيسة.
العوامل الجيوسياسية تدفع أسعار الذهب والفضة للأعلى
يرى محللون أن هذا الصعود الجنوني يعود بشكل مباشر إلى تدهور بيانات سوق العمل الأمريكي وارتفاع معدلات البطالة، مما يعزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيواصل سياسة تيسير النقدي وخفض أسعار الفائدة في عام 2025.
وتزامن ذلك مع ضعف ملحوظ في قيمة الدولار، مما جعل أسعار الذهب والفضة أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين وحائزي العملات الأخرى، باعتبارهما الملاذ الآمن الأبرز في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
ويضيف الخبراء أن المشتريات القوية من قبل البنوك المركزية العالمية لعبت دورًا محوريًا في الحفاظ على هذا الزخم الصعودي، حيث سجل الذهب مكاسب سنوية بلغت 67%، وهي النسبة الأعلى منذ عام 1979، متجاوزًا مستويات نفسية كبرى كانت تعتبر في السابق بعيدة المنال.
ضغوط المعروض تؤثر في أسعار الذهب والفضة
على جبهة أخرى، استطاعت الفضة أن تسرق الأضواء بنمو مذهل بلغ 138% منذ بداية العام، مستفيدة من موجة ضغط شراء تاريخية واضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، خاصة في مراكز التداول الرئيسية وبورصة شنغهاي.
وتؤكد التقارير الاقتصادية أن التدفقات المضاربية عادت بقوة إلى السوق، مما رفع مستويات أسعار الذهب والفضة إلى نطاقات سعرية لم تُعهد من قبل، مع استمرار المخاوف بشأن الصحة المالية لليابان وتقلبات الين التي زادت من اضطراب الأسواق العالمية.
ويشير محللون أن الظروف الحالية تمهد الطريق لمزيد من الصعود، إذ إن البيئة التي تفتقر إلى عوائد مرتفعة للسندات تظل التربة الخصبة لنمو المعادن النفيسة.
ومع توقعات وصول مؤشر "إس آند بي 500" إلى مستويات قياسية جديدة، تظل أسعار الذهب والفضة هي المقياس الحقيقي لمدى قلق المستثمرين أو تفاؤلهم بمستقبل الاقتصاد العالمي في العام المقبل.











