بعد توقف “شقردي”.. لماذا تتعثر بعض الشركات في الأسواق؟

أكتوبر ٢٧, ٢٠٢٥

شارك المقال

بعد توقف “شقردي”.. لماذا تتعثر بعض الشركات في الأسواق؟

أثار إعلان تطبيق التوصيل “شقردي” توقفه عن العمل بشكل نهائي، بعد ست سنوات من النشاط في السوق السعودي، تساؤلات واسعة حول أسباب تعثر بعض الشركات في مواجهة المنافسة، ومدى تأثير سياسات “حرق الأسعار” على بيئة الأعمال المحلية.

وكان التطبيق قد أعلن عبر بيان رسمي نشره في حساباته على منصات التواصل، قائلًا: “يؤسفنا إعلان إيقاف نشاط تطبيق شقردي بسبب المنافسة الحادة وسياسة حرق الأسعار في السوق”. وقد وجّهت الشركة شكرها لأكثر من 3 ملايين عميل وآلاف الشركاء الذين تعاملوا معها طوال مسيرتها، مشيرة إلى أنها أنجزت أكثر من 7 ملايين طلب في 35 مدينة ومحافظة سعودية.

هذا الإعلان المفاجئ أعاد النقاش حول طبيعة المنافسة في سوق التطبيقات والخدمات اللوجستية، والضغوط التي تواجهها الشركات المحلية في ظل دخول لاعبين جدد بأساليب تسويقية مختلفة واستراتيجيات توسع مكثفة.

لما تتعثر بعض الشركات في السوق؟

في هذا السياق، أوضح المختص في التجارة الإلكترونيةوالتسويق الرقمي، خطاف الخطاف، في حديثه لبرنامج “يا هلا” على قناة روتانا خليجية، أن وجود منافسين جدد في السوق يجب أن يكون دافعًا للشركات القائمة لمراجعة أدائها وتحسين خدماتها. وأضاف: “حين يدخل منافس جديد السوق، يجب أن أسأل نفسي: ما الذي يفعله بشكل مختلف؟ وكيف يمكنني تطوير طريقتي في التعامل مع العملاء لأواكب التغيرات أو أتفوق عليها؟ أما البقاء على نفس النمط دون تطوير، فهو الطريق الأسرع للفشل”.

وأشار الخبير إلى أن التحدي الحقيقي لا يكمن في المنافسة نفسها، بل في الجمود وعدم التكيف. واستشهد بتجربة السوق الأمريكي عندما ظهر تطبيق تيك توك، الذي أحدث طفرة عالمية في عالم المحتوى القصير، ما دفع شركات كبرى مثل سناب شات ويوتيوب وإنستغرام إلى تبني النموذج نفسه بسرعة وجرأة، وهو ما مكّنها من الحفاظ على مكانتها رغم الصدمة الأولى.

وحذر الخبير من أن تتحول المنافسة الشرسة إلى احتكار، موضحًا أن بعض الشركات قد تتعمد إغراق السوق بأسعار منخفضة جدًا، حتى لو كانت تتكبد خسائر مؤقتة، بغرض إخراج جميع المنافسين من السوق. وبعد تحقيق السيطرة، تبدأ هذه الشركات برفع الأسعار تدريجيًا، لتصبح المتحكم الوحيد. وهنا — بحسب قوله — يأتي دور هيئة المنافسة في مراقبة السوق ومنع مثل هذه الممارسات التي تُعرف بسياسة “تكسير العظام”.

وتابع موضحًا أن بعض الشركات تستخدم ما يُعرف بسياسة اختراق السوق، حيث تقدم منتجاتها أو خدماتها مجانًا أو بأسعار رمزية، بل وتمنح المستهلك مكافآت أو تعويضات عن التأخير. والهدف من ذلك هو التوسع السريع والاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من السوق خلال فترة محددة، عبر تمويل ضخم مخصص لهذه المرحلة فقط. وبعد الوصول إلى المستهدف، تتوقف هذه السياسة ويُعاد ضبط الأسعار.

أما فيما يخص التطبيقات التي لا تزال تعمل رغم المنافسة العنيفة، فأشار الخبير إلى أنها تواجه بالفعل تراجعًا في المبيعات وتحديات مالية مستمرة، وإن لم تُعلن ذلك رسميًا. وأضاف أن هذه الشركات بحاجة إلى مراجعة شاملة لاستراتيجياتها كي لا تواجه المصير نفسه، مؤكدًا أن البقاء لا يرتبط فقط بحجم التمويل، بل بالقدرة على التكيف والتعلم من التجارب السابقة.

واختتم حديثه قائلًا: “السوق لا يرحم الشركات التي تتأخر في التغيير. النجاح في بيئة الأعمال الحديثة لا يقوم على البقاء في منطقة الراحة، بل على الجرأة في التطوير والاستجابة السريعة للمنافسة”.

اقرأ أيضًا:
بعد توقف “شقردي”.. ما هي سياسة حرق الأسعار؟
ريادة الأعمال..التعريف والأنواع والأهداف
أكبر الشركات الخاصة في العالم

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech