اتفق كبار المسؤولين الاقتصاديين من الصين والولايات المتحدة، يوم الأحد، على إطار عمل لاتفاقية تجارية، في وقت أعرب فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ثقته في التوصل إلى اتفاق مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال لقائهما المرتقب.
إطار تجاري بين أمريكا والصين
ووفقًا لـ” رويترز”، جاء الاتفاق بعد اجتماع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون جرير مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ وكبير المفاوضين لي تشينغ قانغ، على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور، وذلك ضمن الجولة الخامسة من المحادثات المباشرة بين الجانبين منذ مايو الماضي.
قال بيسنت، إن الجانبين توصلا إلى “إطار عمل ناجح للغاية” سيتم بحثه بين القادة يوم الخميس، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن يتضمن الاتفاق تأجيل الضوابط الصينية الموسعة على تصدير المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس، وتجنب فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة بنسبة 100% على السلع الصينية، التي كان الرئيس دونالد ترامب قد هدد بفرضها.
أوضح بيسنت، أن الرئيسين ترامب وشي سيناقشان خلال لقائهما قضايا تتعلق بمشتريات فول الصويا والمنتجات الزراعية الأمريكية، وتعزيز التوازن التجاري، إضافة إلى معالجة أزمة الفنتانيل في الولايات المتحدة، التي كانت سببًا في فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 20% على السلع الصينية.
من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء الصيني لي، أن الجانبين توصلا إلى “توافق أولي”، وأن الاتفاق سيخضع لاحقًا لإجراءات الموافقة الداخلية في كلا البلدين.
وأشار نائب رئيس الوزراء الصيني، إلى أن موقف الولايات المتحدة كان حازمًا، مشيرًا إلى أن الجانبين أجريا مشاورات مكثفة وتبادلا وجهات نظر بنّاءة لاستكشاف الحلول والترتيبات اللازمة لمعالجة القضايا محل الخلاف.
اجتماع مرتقب بين ترامب والرئيس الصيني
ووصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ماليزيا يوم الأحد للمشاركة في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا، في مستهل جولة آسيوية تستمر خمسة أيام من المقرر أن تُختتم بلقاء مباشر مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية في 30 أكتوبر. وأعرب ترامب عقب المحادثات عن تفاؤله، قائلاً: “أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مع الصين”.
ويأتي الاجتماع المرتقب، في إطار سعى الجانبان إلى تجنب تصعيد الحرب التجارية بينهما، بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% وقيود تجارية إضافية على السلع الصينية اعتبارًا من الأول من نوفمبر، ردًا على توسيع بكين لضوابط التصدير على المغناطيسات ومعادن الأرض النادرة. و تراجعت بكين وواشنطن عن معظم الرسوم الجمركية المتبادلة التي تجاوزت نسبتها 100%، وذلك بموجب هدنة تجارية مؤقتة من المقرر أن تنتهي في 10 نوفمبر.
وقال المسؤولون من الجانبين إن المباحثات تناولت توسيع نطاق التجارة وتمديد الهدنة، إلى جانب قضايا أخرى تشمل أزمة الفنتانيل، ورسوم دخول الموانئ الأمريكية، والمعادن النادرة، وتطبيق “تيك توك”. وفي حين أعلن البيت الأبيض رسميًا عن المحادثات المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ، لم تؤكد بكين بعد عقد الاجتماع.
وخلال مشاركته في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ألمح ترامب إلى إمكانية عقد اجتماعات مستقبلية مع شي في كلٍّ من الصين والولايات المتحدة، قائلاً: “اتفقنا على الاجتماع. سنلتقي بهم لاحقًا في الصين، وسنلتقي في الولايات المتحدة، إما في واشنطن أو في مار إيه لاغو”.
شملت نقاط النقاش بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ قضايا متعددة، من بينها مشتريات الصين من فول الصويا الأمريكي، والمخاوف المتعلقة بتايوان ذات الحكم الديمقراطي التي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها، إضافة إلى قضية إطلاق سراح قطب الإعلام المسجون في هونغ كونغ جيمي لاي.
كما أشار ترامب إلى أنه سيطلب من الصين المساعدة في تعاملات واشنطن مع روسيا في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا.
