يمثل الاستثمار بمعدن الليثيوم في السعودية أداة وطنية لدعم خطط المملكة للاستدامة البيئية والاقتصادية، والتي تندرج تحتها مشاريع كبرى، مثل تلك المتعلقة بإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.
زدادت السعودية جهودها في البحث عن الليثوم، بما يتماشى مع رؤيتها للتحول إلى مركز عالمي للسيارات الكهربائية التي تشهد رواجًا عالميًا.
في أبريل الماضي، قال وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، خلال حديثه بالاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض، إن السعودية ملتزمة بجلب الليثيوم من الخارج لدعم طموحاتها في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية والاستثمار في هذا القطاع.
ويحفّز على نمو صناعة الليثيوم في السعودية العلامة التجارية المحلية الخاصة بالمركبات الكهربائية المعروفة باسم “سير”، بالإضافة إلى مصنع المعادن المستخدمة في إنتاج هذا النوع من المركبات.
وفي ذات السياق، افتتحت السعودية مصنعًا لشركة لوسيد للسيارات الكهربائية بقدرة إنتاج أولية تصل إلى 5 آلاف سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية بنسبة 100%.
وكان صندوق الاستثمارات العامة قد أطلق مشروع “منارة المعادن” للاستثمار في أصول التعدين في الخارج، مستهدفًا إنتاج 500 ألف سيارة كهربائية سنويًا بحلول عام 2030.
من جانبها، أعلنت شركة “أرامكو” عن خططها لاستخراج الليثيوم في السعودية من المياه المالحة في حقولها النفطية.
وقال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية، خالد بن صالح المديفر، في ديسمبر الماضي، إن هناك أبحاثًا مع شركتي معادن وأرامكو، بعد أن استخرجتا الصوديوم والمغنيسيوم ووجدتا آثارًا لمعدن الليثيوم في أراضي المملكة.
كما أعلنت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”، في يناير 2023 استثمار شركة معادن بالتعاون مع صندوق مشاريع الابتكار في الجامعة بنحو 5 ملايين دولار في شركة “ليهيتك الناشئة” المتخصصة في إنتاج بطاريات الليثيوم.
وأعرب أحمد سمير البرمبالي، خبير ومدير الاستدامة لمنطقة الشرق الأوسط في “بيروفريتاس” عن تفاؤله بشأن مستقبل صناعة الليثيوم في السعودية، بسبب طبيعة أراضي المملكة.
أعلنت مصادر رسمية في أبريل 2024، التزام االسعودية بجلب الليثيوم من الخارج لدعم طموحاتها في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية والاستثمار في هذا القطاع، بالتوازي مع التنقيب عن المعدن داخل البلاد.
وأشار وزير الصناعة والثروة المعدنية حينها أن محاولات توفير تلك الإمدادات محليًا لا تزال في مرحلة مبكرة.
وقال الخريف، إن الليثيوم معدن مهم للغاية ويصادف أنه جزء مهم للغاية من سلسلة التوريد لا سيما بالنسبة للبطاريات.
وأضاف على هامش الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض “لا أتخيل أننا سنعيش بدون الليثيوم”.
