منذ مئات الملايين من السنين، كان النفط يتراكم تحت الأرض من بقايا الحيوانات والنباتات، وحولتها الحرارة والضغط ببطء إلى شكلهما السائل.
منذ نحو 165 عامًا، بدأ البشر في استخراج هذا المورد الطبيعي، ولكن يبقى السؤال: كم بقي لدينا من النفط ومتى سينفد؟
الكوكب نفسه لن ينفد منه النفط تمامًا، لأن بعض النفط موجود في أماكن يتعذر الوصول إليها مثل القارة القطبية الجنوبية، وقد يكون البعض الآخر موجودًا في أعماق الأرض بحيث لا يمكننا حتى تحديد كميته، ناهيك عن الوصول إليه.
وقال ديفيد ماكدونالد، الأستاذ الفخري لجيولوجيا البترول بجامعة أبردين في المملكة المتحدة، لموقع Live Science: “بشكل عام، نحن نعرف أين يوجد معظم النفط في العالم. وذلك لأن تكتونية الصفائح مسؤولة إلى حد كبير عن المكان الذي انتهت إليه خزانات النفط، ولدينا فهم جيد لهذه الأمور”.
على الصعيد العالمي، لا يزال هناك حوالي 1.6 تريليون برميل من النفط القابل للاستخراج، وفقًا لمسح أجرته شركة ريستاد إنرجي عام 2023.
هناك أيضًا نفط قابل للاستخراج لم نكتشفه بعد؛ وهذا رقم أكثر ضبابية، على الرغم من أنه في عام 2012، قدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية التقدير بـ 565 مليار برميل.
لعقود من الزمن، قال خبراء الصناعة إن هناك حوالي 50 عامًا من النفط المتبقي، بناءً على الاحتياطيات المعروفة.
ولم يتغير هذا الرقم كثيرا بسبب طريقة حسابه: عدد السنوات حتى نفاد النفط يساوي الاحتياطيات المعروفة الحالية مقسومة على الطلب العالمي السنوي.
لقد زاد تقديرنا للاحتياطيات المعروفة لأننا نجد دائمًا حقولًا جديدة، ولم يتغير مقدار الوقت المتبقي لنا كثيرًا، لأننا نستخدم النفط الجديد بنفس سرعة العثور عليه.
ولكن في مرحلة ما، سوف يتغير هذا التوازن.
وذلك لأن المعدل الذي يمكننا من خلاله تحديد موقع النفط واستخراجه ليس ثابتًا. وبينما نجد الاحتياطيات الأسهل في الاستخراج، تتضاءل خيارات الاكتشافات الجديدة. ثم نقوم بتطوير تقنيات جديدة تزيد من قدرتنا على العثور على رواسب جديدة.
صرح كيفن بوك، المدير الإداري لشركة ClearView، وهي شركة أبحاث مقرها واشنطن العاصمة وتبحث في اتجاهات الطاقة، لموقع Live Science أنه يعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيجعل من السهل العثور على احتياطيات جديدة، كما أن تكنولوجيا الاسترداد الجديدة ستسهل استخراجها من الأرض في السنوات القادمة.
وقد يؤدي ذلك إلى زيادة تقديراتنا لإجمالي احتياطيات النفط القابلة للاستخراج. وقال بوك “نتوقع مستقبلا كبيرا جدا للنفط.”
وعلى الجانب الآخر من المعادلة، من المرجح أن يتغير الطلب على النفط في السنوات المقبلة.
ومع ابتعاد العالم عن النفط كمصدر للطاقة، وذلك بفضل التحول إلى السيارات الكهربائية، وفقًا لتقرير توقعات الطاقة لعام 2023 الصادر عن شركة بريتيش بتروليوم، فمن المرجح أن يستقر الطلب.
في أكتوبر 2023، على سبيل المثال، قالت وكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع أن يصل استخدام النفط إلى ذروته بحلول عام 2030، ثم ينخفض بعد ذلك.
وهذا يعني أنه يمكن أن يكون لدينا ما يكفي من النفط لفترة أطول بكثير من التوقعات الطويلة الأمد البالغة 50 عامًا.
