حازت الهند لقب أكبر اقتصاد في العالم قبل ألف 1500 سنة، بحسب المؤرخ الاقتصادي، أنجوس ماديسون، ولم تتجاوزها الصين إلا بحلول عام 1820، ثم خرجت من تصنيف أكبر اقتصادين عالميًا في 1870، متأثرة بالثورة الصناعية والاستعمار الأوروبي.
واليوم، في ظل الحديث المتزايد عن النهضة الاقتصادية في آسيا، هناك توقعات متفائلة بأن اقتصاد الهند سيتفوّق على نظيره الأمريكي مستقبلًا، فمتى يتوقع أن نشهد ذلك؟ وما هي عوامل تحقيقه؟
أشار رفيند باناجاريا، أستاذ علوم الاقتصاد بجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك الأمريكية، في مقال كتبه لصحيفة “Time” أن اقتصاد الهند يماثل 70% من الاقتصاد الأمريكي، في الوقت الحالي.
وقال باناجاريا، إنه خلال الـ 15 عامًا التي سبقت جائحة “كوفيد-19″، حافظت البلاد على نمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 8% سنويًا، مقارنة بأقل من 2% بالنسبة للولايات المتحدة.
وأوضح باناجاريا، أنه إذا تمكنت الهند من الحفاظ على هذا الوضع خلال العقدين المقبلين، ثم تحقيق نمو بمعدل 5% بعد ذلك بعام واحد، بينما تستمر الولايات المتحدة في تحقيق نمو بمعدّل 2% فقط، سيصبح الاقتصاد الهندي أكبر بحلول عام 2073.
قال أستاذ علوم الاقتصاد بجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك الأمريكية، إن الهند تتمتع بمزايا كبيرة، من أهمها كثرة السكّان وعدد الشباب.
وأوضح رفيند باناجاريا أن الشباب يقدمون 3 مزايا، تشمل أنهم يمثّلون قوة عاملة كبيرة، مما يزيد الإنتاج.
وأضاف: “نظرًا لأن الشباب يميلون إلى الادخار من أجل الشيخوخة بينما ينفق كبار السن أكثر مما يدخرون، فإن وجود عدد كبير من السكان الأصغر ينتج عنه ارتفاع قيمة المدخرات، وبالتالي تعزيز الاستثمار”.
وتابع: “الميزة الثالثة هي أن السكان الأصغر سنًا يتمتعون بطاقة وحيوية أكبر، مما يؤدي إلى مزيد من الابتكار”.
وقال باناجاريا: “حتى تحقّق الهند الاستفادة الكاملة من سكانها الشباب، يجب عليها زيادة نسبتهم ضمن القوى العاملة بها، وتعزيز مشاركة النساء في العمل”.
ونصح باناجاريا الحكومة الهندسة بإلغاء التعريفات الجمركية، وإبرام المزيد من اتفاقيات التجارة الحرة مع الاقتصادات والتكتلات التجارية الكبرى.
وقال إنه يجب على الدولة أن تقوم بسرعة بخصخصة عدد من مؤسسات القطاع العام، وخاصة البنوك صاحبة التاريخ الطويل من العوائد المنخفضة أو السلبية.
وشدّد على ضرورة إجراء إصلاح ضريبي في الهند، مشيرًا إلى وجود شكوى دائمة من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من أن سلطات الضرائب تخضعهم لنظام معقد ولا يتسم بالشفافية.
ماذا بعد طباعة المنازل بالتقنيات ثلاثية الأبعاد.. هل ستصبح مستقبل العمارة؟
