واجه القطاع البنكي الأمريكي انهيارات متتالية خلال الأسبوع الماضي، ففي 10 مارس، انهار بنك وادي السيليكون بسرعة فائقة، ومن ثم حدثت انهيارات في بنكين آخرين.
وكان واحد من هؤلاء هو Signature Bank، الذي يُعد ثالث أكبر ضحية للبنوك في تاريخ الولايات المتحدة. والآخر هو سيلفرغيت كابيتال، وهو بنك أعلن أنه سيغلق عملياته ويعيد الأصول إلى المودعين، وهو من أشهر البنوك الأمريكية في مجال العملات المشفرة.
وفي حين أنه تم اتخاذ تدابير طارئة من قبل النظم المصرفية في الولايات المتحدة لوقف مخاطر عدوى الإفلاس، إلا أن الكثيرين يتساءلون عما يمكن أن يحدث بعد ذلك.
ووفق بيانات المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC)، فإن هناك أكثر من 500 فشل في النظم المصرفية الأمريكية منذ عام 2001.
في المرة الأخيرة التي حدث فيها انهيار مصرفي كبير في الولايات المتحدة، تبع ذلك سلسلة من عمليات إغلاق البنوك.
وبعد أن أعلنت البنوك عن خسائر بمليارات الرهون العقارية في أواخر عام 2007، بدأت المعنويات في التحول، ومع تصاعد الخسائر في عام 2008، أدى ذلك إلى ظهور ما يسمى بـ “بنوك الظل” وهي مؤسسات لا تخضع للتنظيم مثل البنوك ولكنها تؤدي وظائف مماثلة.
في ذلك الوقت، كانت البنوك وبنوك الظل تحتفظ بالرهون العقارية الممنوعة كضمان، وكان من الصعب أيضًا تحديد قيمة هذه الأصول، وأدت أزمة الائتمان إلى موجة من الانهيارات المصرفية.
وكان من بين البنوك التي انهارت خلال العقدين الماضيين: بنك واشنطن في عم 2008، بنك وادي السيليكون في العام الحالي، وبنك Signature في العام الحالي، بنك كولونيال في 2009، وبنك IndyMac في 2008.
كانت البنوك المنهارة في أيامها الأخيرة تحتفظ بسندات الخزانة الأمريكية كضمان، ولكن قيمة هذه السندات انخفضت مع ارتفاع أسعار الفائدة.
ونظرًا لأن هذه البنوك تضخ الودائع في السندات طويلة الأجل عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة، فقد عكس ذلك الطريقة الخاطئة التي اتبعتها البنوك في إدارة المخاطر، من خلال الافتراض بأن أسعار الفائدة ستبقى عند مستويات ثابتة.
بعد هذه الانهيارات التي حدثت الأيام الماضية، بدأ المنظمون المصرفيون في الولايات المتحدة التعامل بشكل جاد في منع أي تداعيات مستقبلية.
واتخذ كل من الاحتياطي الفيدرالي وخزانة الولايات المتحدة ومؤسسة التأمين الفيدرالية (FDIC) معًا تدابير طارئة، لتمكين جميع المودعين من بنك سيليكون فالي وبنك Signature من الوصول إلى أموالهم يوم الإثنين 13 مارس، وكان هذا بعد مزاد لبيع البنوك المتداعية في عطلة نهاية الأسبوع لم ينتج عنه أي مشتر.
وكانت بنوك جيه بي مورجان تشيس ومورجان ستانلي ورويال بنك أوف كندا، من بين البنوك التي أبدت اهتمامًا في البداية للمزاد، ولكنها تراجعت، فيما يُجرى الآن الترتيب لمزاد ثان.
8 أثرياء يملكون نصف ثروة سكان وادي السليكون مجتمعين
هل توقع مسلسل “ذا سيمبسونز” انهيار بنك سيليكون فالي؟
لماذا أغلقت الجهات الرقابية الأمريكية بنك “سيليكون فالي”؟ وماذا بعد الانهيار؟
