أعلن التلفزيون اللبناني اليوم السبت وفاة الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني، نجل جارة القمر السيدة “فيروز”
زياد هو نجل الأسطورة فيروز والموسيقار عاصي الرحباني، الذي ورث عن والديه الإرث الفني الكبير، لكنه سرعان ما تمرد على هذا الفن ليصنع فنه الخاص، وعالمه المتكامل
وُلد زياد الرحباني في 1 يناير 1956. ورث زياد الموهبة من والديه، لكنّه صقلها بروح نقدية، وبعين تسخر من الواقع السياسي والاجتماعي.
برز اسمه في سن مبكرة، تحديدًا في مسرحية “المحطة” سنة 1973 حين لحّن أول أغنية لوالدته فيروز وهو لم يتجاوز الـ17 عامًا، بعنوان “سألوني الناس”، التي أصبحت واحدة من أشهر الأغنيات في أرشيفها.
ورغم خلافه المبكر مع المدرسة الرحبانية الكلاسيكية، قدّم زياد لوالدته مجموعة من الألحان التي شكّلت نقلة نوعية في مسيرتها. كانت تلك الشراكة بمثابة تحوّل من الصورة الريفية الحالمة إلى أخرى حضرية، أكثر جرأة وقربًا من نبض الشارع.
أول ألحانه لها، كتبها بعد مرض والده، وتقول كلماتها:
“سألوني الناس عنك يا حبيبي… كتبوا المكاتيب وأخذها الهوا…”
واحدة من أنجح أغنيات الألبوم الذي حمل الاسم نفسه، وتُعد من أيقونات الأغنية العربية الحديثة. مزيج من الحنين والشكوى بنغمة مفرطة البساطة والعاطفة.
مزجت بين الطرب والجاز، بأداء متقن من فيروز وكلمات ساخرة خفيفة، حملت بصمة زياد الساخرة في الموسيقى.
لحّنها بأسلوب أقرب إلى الفالس الفرنسي، مع إحساس لبناني خالص، تُعد من أكثر الأغنيات رومانسية وعمقًا في تجربته معها.
عنوان ألبومه الأخير مع فيروز، مثّل عودة قوية بعد انقطاع، وقدَّم فيه نضجًا فنيًا كبيرًا بلغة موسيقية صافية.
مزج زياد الرحباني بين الجاز والبلوز والموسيقى الكلاسيكية الغربية وبين النغمة الشرقية العربية، مع استخدام توليفات غير معتادة من الآلات والإيقاعات، وميل إلى التنغيم البسيط الممتنع؛ ما جعل ألحانه تبدو سهلة، لكنها في الحقيقة معقدة ومدروسة.
إلى جانب تميزه في التلحين، كان زياد الرحباني كاتبًا مسرحيًا ومؤلفًا سياسيًا ساخرًا، من أبرز أعماله:
– بالنسبة لبكرا شو؟
– فيلم أميركي طويل
– شي فاشل
– بخصوص الكرامة والشعب العنيد
وهي المسرحيات التي حملت وجع الحرب الأهلية اللبنانية، وصورة المواطن الفقير الغارق في الأسى والتناقض