يونيو ٩, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
تفاصيل إعلان الاحتلال استشهاد محمد السنوار

قال الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، إنه عثر على جثة محمد السنوار، القيادي البارز في حركة حماس وشقيق رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، أسفل المستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، زاعمًا أنه قُتل في غارة جوية استهدفته منتصف مايو الماضي. وجاء الإعلان الإسرائيلي بعد جولة نظمتها قوات الاحتلال لمجموعة من الصحفيين الأجانب داخل مجمع أنفاق تحت الأرض، قالت إنه كان بمثابة مركز قيادة لحماس، يقع على عمق سبعة أمتار أسفل قسم الطوارئ في المستشفى الذي تموله جهات أوروبية.

استهداف محمد السنوار: ضربة جوية مزعومة

ووفقًا لما قاله المتحدث باسم جيش الاحتلال، العميد أفي دافرين، فإن السنوار قُتل إلى جانب قائد لواء رفح في حماس محمد شبانة، وآخرين لم تُحدّد هوياتهم بعد، خلال غارة جوية استهدفت الموقع يوم 13 مايو.

وادعى المتحدث أن الموقع المستهدف كان يُستخدم كغرفة عمليات لإدارة هجمات الحركة، بما في ذلك هجوم السابع من أكتوبر 2023، مضيفًا أن قوات الاحتلال عثرت على أسلحة وأموال ووثائق، قال إنها “ذات قيمة استخباراتية”. ورغم أن إسرائيل أعلنت مقتل السنوار قبل أسابيع، إلا أنها تزعم الآن حصولها على “تحليل DNA يؤكد هويته”، دون تقديم أدلة مستقلة على ذلك.

المستشفى هدف متكرر

وتأتي هذه المزاعم في سياق تكرار استهداف المستشفيات من قِبل الجيش الإسرائيلي، الذي يتهم حماس باستخدامها كمراكز عمليات، بينما تنفي الحركة ذلك مرارًا، وتؤكد أن هذه الادعاءات تُستخدم لتبرير استهداف المنشآت المدنية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. ويقول مراقبون إن إسرائيل تسعى من خلال هذه الحملات الإعلامية إلى صرف الأنظار عن الكلفة الإنسانية الباهظة لحربها على قطاع غزة، التي خلّفت حتى الآن، وفق وزارة الصحة في غزة، أكثر من 54 ألف قتيل فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.

اتهامات متبادلة وشكوك متزايدة

وبينما تؤكد إسرائيل أن عمليتها “جراحية ودقيقة” وأنها حرصت على “عدم التأثير على عمل المستشفى”، تُظهر الصور الجوية والميدانية للمنطقة المحيطة بالمستشفى دمارًا واسعًا، ومبانٍ مهدّمة، ما يعزز الشكوك بشأن دقة العمليات الإسرائيلية وادعاءاتها بتجنّب الإضرار بالبنية التحتية المدنية. وفي الوقت نفسه، لم تُصدر حركة حماس أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن المزاعم الإسرائيلية بمقتل السنوار وشبانة، رغم إعلان تل أبيب عن العملية في عدة مناسبات، وتوظيفها سياسيًا أمام الرأي العام الداخلي والدولي.

نفق أم مسرحية دعائية؟

وتطرح صور النفق الذي عُرض على الإعلام تساؤلات حول التوقيت والدوافع السياسية وراء الإعلان الإسرائيلي، خاصة في ظل التصعيد العسكري المستمر، وضغوط المجتمع الدولي المتزايدة على حكومة بنيامين نتنياهو، بسبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين، ومخاوف الأمم المتحدة من مجاعة تهدد معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

في الخلفية: صراع على الرواية

تحاول إسرائيل تكريس سردية مفادها أن حماس تستخدم المدنيين والمنشآت الطبية دروعًا بشرية، لتبرير استمرار عملياتها العسكرية في المناطق المكتظة بالسكان. إلا أن منظمات حقوقية دولية عديدة، مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، طالما شكّكت في هذه الادعاءات، وأكدت أن إسرائيل فشلت في تقديم أدلة دامغة في كثير من الحالات. وفي المقابل، تُصرّ حماس على أن “الاحتلال يتذرّع بالمعلومات الاستخباراتية لاستهداف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين”، معتبرة أن الرواية الإسرائيلية لا تهدف سوى إلى التغطية على “جرائم الحرب”.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

هكذا تصل لشكل صحة الأمعاء المثالي