أعلنت وكالة “فرات” الإخبارية المقربة من حزب العمال الكردستاني، اليوم الاثنين، أن الحزب قرر رسميًا حل نفسه بعد أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح ضد تركيا، في خطوة تمثّل تحولًا جذريًا في مسار واحدة من أطول الحركات التمردية في الشرق الأوسط.
وفقًا للتقرير، جاء الإعلان بعد دعوات متكررة من الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان، الذي دعا في فبراير الماضي إلى إنهاء الصراع المسلح وإفساح المجال أمام العمل السياسي السلمي.
أصدر الحزب بيانًا أفاد فيه أنه أنهى هيكلها التنظيمي المركزي، وألغى الأوامر العسكرية والسياسية، وأوقف كل النشاطات المسلحة، مشيرًا إلى بداية “المرحلة الجديدة” ستكون قائمة على الحوار السياسي والوسائل الديمقراطية.
وعلق متحدث باسم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على حل الحزب، واصفًا هذا القرار بأنه خطوة مهمة نحو خلو تركيا من الإرهاب، وأشار أن عملية حل الحزب ستخضع لمراقبة ميدانية دقيقة من قبل مؤسسات الدولة.
وأشاد محللون بدعوة مؤسس الحزب، عبدالله أوجلان، المسجون منذ 1999، لنزع السلاح بعد 40 عامًا من القتال، تحصن خلالها المنتمون إلى الحزب بجبال في شمال العراق.
وقال الرئيس التركي مطلع هذا الأسبوع إن حكومته عازمة على إنقاذ البلاد من آفة الإرهاب، مؤكدًا أن بلاده تسير بخطوات ثابتة على هذا الطريق.
أسس “أوجلان” حزب العمال الكردستاني عام 1978، وبدأ نشاطه المسلح ضد الدولة التركية عام 1984 بهدف إقامة دولة للأكراد الذين يمثلون نحو 20% من إجمالي سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليون نسبة.
خلّف الصراع بين الحزب والدولة التركية ما يزيد عن 40 ألف قتيل خلال 4 عقود، واعتبرت تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “العمال الكردستاني” منظمة إرهابية.
بدأت مساعي حل الخلاف نهائيًا في أكتوبر 2024، حين استعان رجب طيب أردوغان بحليفه دولت بهجلي من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، والذي طرح تسوية على زعيم حزب العمال الكردستاني المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة.
دعا بهجلي زعيم الحزب المحكوم عليه بالسجن إلى وضع السلاح ونبذ العنف وحل المنظمة نظير الإفراج المبكر عنه والتوصل إلى حل لدمج المنتمين للحزب في الدولة، على أن توقف الدولة عمل قواعدها التي شيدت في إقليم كردستان لمواجهة مقاتلي “العمال الكردستاني”.
