في تحول لافت بالموقف البريطاني، أكد وزير الخارجية ديفيد لامي أن الاعتراف بدولة فلسطينية بات “مسألة وقت”، مشدداً على أن المملكة المتحدة لن تنتظر إذناً من أحد لاتخاذ هذه الخطوة.
جاءت تصريحات لامي أمام لجنة العلاقات الدولية في مجلس اللوردات، وسط تصاعد الدعوات الدولية لإحياء مسار حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر.
أوضح لامي أن بلاده تسعى إلى الاعتراف بـدولة فلسطينية في الوقت الذي يحقق أثراً ملموساً على الأرض، وليس فقط كموقف رمزي.
وأضاف أن التجارب الأخيرة لعدد من الدول الأوروبية، التي اعترفت بفلسطين في الأشهر الماضية، لم تحدث تحولاً فعلياً في المشهد السياسي.
ورغم ذلك، شدد على أن اعتراف 160 دولة حتى الآن بـالدولة الفلسطينية، بما في ذلك إسبانيا، النرويج، أيرلندا، وسلوفينيا، يعكس اتجاهاً دولياً متنامياً، قائلاً: “لا أحد يملك حق النقض على قرار المملكة المتحدة السيادي في هذا الشأن”.
كشف لامي عن نقاشات متقدمة مع فرنسا والسعودية بشأن الاعتراف بـدولة فلسطينية، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدث مراراً عن هذه المسألة، كما جرت مشاورات ثلاثية في هذا الإطار.
ومن المقرر أن يُعقد مؤتمر في يونيو المقبل في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، برئاسة السعودية وفرنسا، ما قد يشكل منصة للإعلان عن الاعتراف المرتقب.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الاعتراف المتزامن من دولتين بحجم فرنسا وبريطانيا، وكلاهما عضو دائم في مجلس الأمن، سيكون خطوة رمزية قوية تدفع باتجاه مسار سياسي جديد.
كان الرئيس ماكرون، قد أشار في مقابلة تلفزيونية حديثة، إلى نية بلاده الاعتراف بـدولة فلسطينية في يونيو، بالتزامن مع المؤتمر المرتقب، إلا أنه ربط هذه الخطوة بإمكانية تحفيز اعتراف دولي متبادل، بما في ذلك من دول عربية بإسرائيل.
لكن هذه النية الفرنسية قوبلت بتحذير مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف الاعتراف بـالدولة الفلسطينية بأنه “انتصار لحماس وإيران”، وفق ما أوردته تقارير إعلامية.
خلال حديثه، شدد لامي على ضرورة نزع سلاح حماس وخروجها من المشهد السياسي في غزة، معتبراً أن أي حل دائم يستوجب حكومة فلسطينية خالية من الجماعات المسلحة.
كما أكد أن نمط الاستيطان الإسرائيلي يشكل تهديداً مباشراً لأي مسار نحو دولة فلسطينية، كاشفاً عن بناء 59 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية العام الماضي وحده، مقارنة بمتوسط سنوي سابق لا يتجاوز سبع بؤر.
واعتبر أن “من غير المقبول أن تظل مجموعة من الناس بلا دولة طوال حياتي”، في إشارة إلى معاناة الشعب الفلسطيني.
انتقد لامي القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات إلى قطاع غزة، والتي استمرت لمدة 60 يوماً، واصفاً الحصار بأنه “مروع”، مشيراً إلى أن المعاناة الإنسانية في غزة هائلة، دون أن يطرح خطوات عملية لمعالجة الوضع.
وقال إنه ناقش هذه المسألة بشكل مباشر مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال لقائهما في لندن.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إذا تخلت أمريكا عنها.. هل تستطيع أوروبا مساعدة أوكرانيا على مواصلة القتال؟
فوز الليبراليين في انتخابات كندا يضع العلاقة مع أمريكا على المحك
