في منتصف شهر المحرم، تتجه الأنظار صوب البيت الحرام، حيث موعد غسل الكعبة، وهي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قام بغسل الكعبة في فتح مكة.
استمر بعد ذلك على هذا النهج، الخلفاء الراشدين من بعده وكذلك ملوك المملكة العربية السعودية، وقد أولى المؤسس هذا الأمر عناية خاصة.
كانت الكعبة المشرفة تغسل في العصور الماضية قرابة 3 مرات في العام، ثم مرتان حتى أصبح غسل الكعبة المشرفة مرة واحدة في العام، لأنه أصبحت الكعبة المشرفة محكمة الإغلاق مشيدة بدقة وإتقان تمنع دخول الأتربة والشوائب بداخلها.
كان الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، شديد العناية بالحرمين الشريفين وكان عند عملية الغسل يحرص على اصطحاب أبنائه ليشاركوه هذا الشرف العظيم ويحذون حذوه من بعده.
تتم مراسم غسل الكعبة في الوقت الحاضر بفتح الكعبة المشرفة من خلال وضع درج تم صنعه حديثًا، وهو مجهز ببعض التقنيات والإضاءة ثم يحضر سدنة الكعبة من بيت آل شيبه لفتح باب الكعبة.
تعرّف على مواصفات سلم #الكعبة_المشرفة #المسجد_الحرام pic.twitter.com/6jjNyGWe0l
— الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين (@AlharamainSA) July 21, 2024
ويحرص كثير من الأمراء والوزراء وغيرهم على شرف المشاركة في غسل الكعبة المشرفة والصلاة بداخلها.
وفي هذا العام، تشرّف نائب أمير مكة المكرمة، الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، بغـَسل الكعبة المشرّفة، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
تجهز الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أجود أنواع المنظفات والمطهرات وتجلب ماء زمزم وماء الورد الخالص مع صنع أدوات وأواني نحاسية مخصصة لغسل الكعبة المشرفة.
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، تشرّف نائب أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز بغسل #الكعبة_المشرفة pic.twitter.com/emutdcbRmt
— الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين (@AlharamainSA) July 21, 2024
بحسب موقع الرئاسة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين، تبدأ عملية غسل الكعبة المشرفة بكنس أرضيّة الكعبة من الغبار والأتربة قبل الغسل.
وبعدها تجلب الأواني النحاسية التي مزجت فيها 10 لترات من ماء زمزم بطيب الورد الفواح والدهن المعتّق والعود الفاخر وتبلل بها قِطَع قماشيّة لتبدأ عملية مسح جدار الكعبة المشرفة من الداخل، ثم تغسل الأعمدة الثلاثة داخل الكعبة وكذلك الأرضيات.
ثم يتم تجفيفها بقطع قماشية ذات مسّكات خشبية، وأخيرًا يتم تطييب الجدران بأحدث الأدوات لتغطّى كامل مساحة الكعبة المشرفة.
وتتولى إدارة (الطيب والبخور) مهام توفير أجود أنواع دهن العود وطيب الورد والبخور، وتساندها الكوادر الفنيّة والهندسية لمدّ سلّم الكعبة والتأكد من جاهزيته قبل المناسبة وبعد انتهائها.
كما أن عملية تطييب الحجر الأسود والركن اليماني ومقام إبراهيم –عليه السلام- بدهن العود وتبخير المسجد الحرام تتم يوميًا بمعدل خمس مرات بعد كل فرض على مدار اليوم والليلة.
