logo alelm
وثائقي مملكة الأنباط.. رحلة إلى ماضي السعودية الساحر

تكشف قناة “ناشيونال جيوغرافيك”، بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، اليوم الأربعاء، عن أسرار مملكة الأنباط في فيلم وثائقي جديد يحمل عنوان “كنوز الجزيرة العربية المنسية”، ليسلط الضوء على واحدة من أكثر الحضارات تأثيرًا وغموضًا في تاريخ شمال غرب شبه الجزيرة العربية.

يُعرض الفيلم لأول مرة الليلة في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت السعودية، وتتاح النسخة العربية منه غدا الخميس في الثامنة مساءً؛ ليعيد إحياء قصة شعب برع في تحويل الصحراء القاحلة إلى مركز تجاري مزدهر، تاركًا خلفه إرثًا معماريًا فريدًا في مدينة الحِجر، أول موقع سعودي يُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

كيف ازدهرت وانحسرت مملكة الأنباط؟

يروي الفيلم الوثائقي قصة صعود مملكة الأنباط خلال عهد الملك الحارث الرابع، مستعرضًا عبر مشاهد تمثيلية حية وشهادات خبراء دوليين وسعوديين، كيف استغل الأنباط موقعهم الاستراتيجي على مفترق طرق التجارة القديمة، المعروف بـ”طريق البخور”، وحولوا التحديات البيئية إلى فرص.

ويتعمق العمل في تفاصيل العبقرية الهندسية للأنباط، خاصة في مجال إدارة المياه؛ حيث ابتكروا شبكات ري متقدمة وقنوات محفورة في الصخور تمتد لكيلومترات، إضافة إلى بناء السدود لحماية مدنهم من السيول، وهي تقنيات سبقت عصرها ومكنتهم من بناء واحة حضارية وسط الصحراء.

وفي جانب آخر، يقدم الفيلم لمحة نادرة عن المكانة المرموقة للمرأة في المجتمع النبطي، مستندًا إلى مشروع “إعادة بناء وجه هنات” الذي أعاد تشكيل ملامح امرأة ثرية من سكان الحِجر، كاشفًا عن دور المرأة كمالكة للأراضي ومشاركة في إدارة شؤون الأسرة والمجتمع.

ويستمر الفيلم في استكشاف الإرث الحضاري الذي تركته مملكة الأنباط، والذي لا يزال العلماء يكتشفون خباياه حتى اليوم من خلال أعمال التنقيب المستمرة التي تقودها الهيئة الملكية لمحافظة العُلا.

كما يتناول التقرير الفرضيات التي تحيط بظروف انحسار مملكة الأنباط الغامض، حيث يربط بعض الخبراء أفول نجمها بتطور التقنيات البحرية الرومانية التي قللت من أهمية طرق التجارة البرية.

ويطرح الدكتور ضيف الله الطلحي، أستاذ علم الآثار، فرضية أخرى تُرجع هذا الانحدار إلى الاضطرابات السياسية الناتجة عن الصراع بين الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية، والذي أثر سلبًا على استقرار طرق التجارة.

ويبقى السبب وراء قلة السجلات المكتوبة التي تركتها مملكة الأنباط عاملاً يزيد من الغموض، إلا أن الاكتشافات الأثرية الحديثة تعد بكشف المزيد من أسرار هذه الحضارة المنسية.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| ألعاب الهواتف المحمولة تقود سوق الصناعة عالميًا

المقالة التالية

بعد انتحار مراهق بسبب ChatGPT.. احذروا الدردشة مع الذكاء الاصطناعي