يونيو ٥, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
متحف رضوى بـ “ينبع”: 100 ألف قطعة أثرية تروي حكايات الماضي

في مدينة ينبع الساحلية، غربي المملكة، يقف المتحف السعودي رضوى كصرح فريد يجسد شغفًا عميقًا بالتراث الشعبي، حيث حوّل سالم الحجوري، أحد أبرز المهتمين بالموروث، منزله الشخصي إلى نافذة تأخذ زوارها في رحلة عبر عبق الماضي.

وعلى مدار ثلاثة عقود متواصلة، انهمك الحجوري في جمع وتوثيق ما يناهز 100 ألف قطعة أثرية وتراثية، بعضها يعود لمئات السنين، ليقدم بانوراما حية لتاريخ وثقافة منطقة المدينة المنورة وما جاورها. وبدأت رحلة الحجوري مع جمع المقتنيات باهتمام مبكر بالكتب والمجلات والطوابع البريدية، وهو شغف ورثه عن والده، ليتسع نطاق هذا الاهتمام لاحقًا ويشمل كافة جوانب الحياة التقليدية والأدوات الشعبية التي استخدمها الأجداد، مؤسسًا بذلك نواة لمتحفه الذي أصبح اليوم معلمًا بارزًا.

كنوز متحف رضوى

تتوزع مقتنيات متحف “رضوى” الثرية على عدة أجنحة رئيسية، يقدم كل منها جانبًا من جوانب الحياة في المنطقة عبر العصور:

  1. جناح النقد والمسكوكات: يأخذ الزائر في رحلة تاريخية عبر تطور العملات السعودية، منذ الإصدارات الأولى في عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحتى أحدث العملات المتداولة. كما يضم الجناح دنانير ذهبية وفضية نادرة، وبعض الدراهم التي كانت مستخدمة في العهد الروماني وصدر الإسلام.
  2. ركن الموروث الشعبي والأدوات التقليدية: يعرض هذا القسم تشكيلة واسعة من الأدوات التي استخدمت في الحياة اليومية قديمًا، من أواني الطهي المتنوعة، إلى الفخاريات والنحاسيات ذات النقوش المميزة، بالإضافة إلى قطع نادرة من المقتنيات الشخصية كأجهزة الهواتف والكاميرات القديمة التي توثق مراحل تطور المنطقة.
  3. نافذة على تراث البحر الأحمر: يُعنى هذا الجناح بإبراز الإرث البحري الغني لينبع والمناطق الساحلية المجاورة، من خلال عرض نماذج محنطة لمختلف أنواع أسماك البحر الأحمر، وتشكيلات بديعة من الشعاب المرجانية والقواقع والأصداف البحرية، فضلاً عن أدوات الصيد التقليدية وبعض الوثائق البحرية الهامة التي تؤرخ لتلك الحقبة.

إلى جانب هذه الأقسام الرئيسية، يزخر المتحف بمعروضات فريدة أخرى تزيد من عمق التجربة الثقافية للزائر. فهناك ركن خاص يخلد ذكرى اللقاء التاريخي الهام بين الملك عبد العزيز آل سعود والملك فاروق ملك مصر، والذي كان من بين نتائجه تبلور فكرة إنشاء جامعة الدول العربية. كما يضم المتحف أقسامًا متخصصة للمنسوجات والأزياء التراثية التي تعكس أناقة الماضي، ومجموعة من المحنطات لمختلف الكائنات الحية، بالإضافة إلى قسم يعرض لوحات وأعمالًا فنية تشكيلية. وللمهتمين بالتاريخ العسكري، يعرض المتحف مجموعة من الأسلحة الحربية التي كانت تستخدم قديمًا، مثل البنادق العتيقة، والسيوف، والدروع المزخرفة بالنقوش العربية.

ويكتمل المشهد الثقافي بمكتبة قيمة تحتوي على مخطوطات وكتب وصحف نادرة، بالإضافة إلى نماذج حية لدكاكين تقليدية مثل دكان الصائغ والمزين. كما حرص المتحف على تجسيد تفاصيل البيت الحجازي الأصيل، من خلال عرض نماذج للمجلس التقليدي، والمطبخ بأدواته، وغرفة العروس بتجهيزاتها الفريدة، مما يقدم للزائر لمحة واقعية عن أنماط الحياة في الماضي.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

رحيل سميحة أيوب.. الستار الأخير على مسيرة “سيدة المسرح”

المقالة التالية

موعد مباراة ألمانيا والبرتغال في دوري الأمم الأوروبية والتشكيل المتوقع