عادت كاتدرائية نوتردام في باريس إلى الحياة مرة أخرى بعد 5 سنوات ونصف من حريق دمر سقفها وبرجها وتسبب في أضرار جسيمة في جميع أنحائها.
وتعد كاتدرائية نوتردام دي باريس (سيدة باريس) تحفة فنية من العصر القوطي تعود إلى العصور الوسطى، وهي واحدة من المعالم الأكثر شهرة وزيارة في العاصمة الفرنسية،
وتشتهر بأقواسها المضلعة ودعاماتها الطائرة ونوافذها الزجاجية الملونة المذهلة وتماثيل الغرغول الحجرية المنحوتة.
وُضع الحجر الأول للكاتدرائية في عام 1163، واستمر البناء لجزء كبير من القرن التالي، مع إجراء عمليات ترميم وإضافات كبرى في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
ساعد فيكتور هوجو في جعل الكاتدرائية رمزًا لكل من باريس وفرنسا عندما استخدمها كمكان لتصوير روايته “أحدب نوتردام” عام 1831.
وقد تم تصوير كوازيمودو، الشخصية الرئيسية، في أفلام هوليوود، وأفلام الرسوم المتحركة المقتبسة من ديزني وفي المسرحيات الموسيقية.
في مساء يوم 15 أبريل 2019، اشتعلت النيران في سقف الكاتدرائية، وسرعان ما اجتاحت النيران برج الكاتدرائية وكادت أن تطيح بأبراج الجرس الرئيسية، وشاهد المشاهدون في جميع أنحاء العالم الحادث في رعب.
انهار جزء كبير من السقف، لكن أبراج الجرس والواجهة بقيتا صامدتين.
ولم يتضح بعد سبب اندلاع الحريق. واستبعدت السلطات أن يكون الحريق متعمدا وقالت إن ماس كهربائي أو سيجارة مشتعلة ربما كانت السبب.
بدأ حفل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام بعد الترميم، بعرض فيلم وثائقي عن إعادة الإعمار، يليه عرض موسيقي كلاسيكي حي.
وكان من ضمن ضيوف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بالإضافة إلى زوجة الرئيس جو بايدن وعشرات رؤساء الدول والحكومات، بما في ذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وتقول الكاتدرائية إنه اعتبارًا من 7 ديسمبر، سيتمكن الزوار من حجز تذكرة مجانية عبر الإنترنت أو على موقعها الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي أو تطبيق مخصص، للدخول إلى المبنى في نفس اليوم أو بعد يوم أو يومين من الحجز، كما سيكون هناك طابور في الموقع لمن يريدون الدخول دون حجز.
من المتوقع أن تستقبل الكاتدرائية ما بين 14 إلى 15 مليون زائر كل عام، وهناك جدل كبير في فرنسا حول ما إذا كان ينبغي للزوار أن يدفعوا مقابل الدخول، والكنيسة تعارض ذلك، وحتى الآن تظل الزيارة مجانية.
تدفقت الأموال من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك من مليارديرات قطاع السلع الفاخرة الفرنسيين فرانسوا هنري بينو وعائلة أرنو. وتم التبرع بالكثير من الأموال -أكثر من 840 مليون يورو (888 مليون دولار)، وفقًا لمكتب ماكرون – بحيث ستبقى أموال إضافية للاستثمار في المبنى، وتطلبت الأضرار 5 سنوات من أعمال الترميم.
يقول المسؤولون إن الكاتدرائية أصبحت أكثر جمالًا من أي وقت مضى، ليس فقط لأن برجها وسقفها وكل ما دمره الحريق أعيد بناؤه على يد آلاف الحرفيين الخبراء، بل وأيضًا لأن الحجارة واللوحات التي تحولت إلى اللون الأسود على مر السنين تم تنظيفها جيدًا، كما تم تجديد الأثاث وتنظيفه أو استبداله.
ولم يلحق الضرر بكل شيء في الحريق. على سبيل المثال، شكل عمال الطوارئ سلسلة بشرية لانتشال الكؤوس المرصعة بالجواهر وغيرها من التحف الثمينة من الأذى.
