يبدو أن إيلون ماسك في طريقلأن يصبح أول تريليون في التاريخ، بعدما صوّت مساهمو شركة تسلا لصالح خطة تعويض ضخمة قد تفتح أمامه الباب أمامه لتحقيق هذا الإنجز المالي غير المسبوق بثروة تتجاوز التريليون دولار.
وجاء القرار خلال الاجتماع السنوي للمساهمين الذي انعقد في أوستن، تكساس، حيث وافق أكثر من ثلاثة أرباع الحاضرين على الخطة المثيرة للجدل، رغم الانتقادات الواسعة التي طالتها من جهات استثمارية وصناديق تقاعدية كبرى وحتى شخصيات دينية. وقال ماسك بعد إعلان النتائج: “لدينا مساهمون رائعون.. تمسّكوا بأسهمكم في تسلا”.
ويُعد القرار بمثابة نصر شخصي كبير لماسك، يؤكد استمرار ثقة المستثمرين في قيادته رغم التحديات التي تواجه الشركة، من تراجع المبيعات وتقلص الأرباح إلى انحسار حصتها السوقية. ويرى محللون أن بعض هذه الصعوبات تعود لتصرفات ماسك نفسه، خصوصًا بعد انخراطه في الجدل السياسي ونشره لمواقف مثيرة للانقسام على الإنترنت.
وخلال الأسبوع ذاته، كشفت تقارير أوروبية عن انخفاض مبيعات تسلا مجددًا، إذ شهدت ألمانيا تراجعًا حادًا بنسبة 50% خلال شهر واحد، في مؤشر على اشتداد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية. مع ذلك، لا يزال عدد كبير من المستثمرين يعتبر ماسك رجلًا استثنائيًا قادرًا على تحقيق ما يبدو مستحيلًا، بعدما أنقذ تسلا من الإفلاس قبل ست سنوات وحوّلها إلى واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم.
خطة عملاقة بشروط قاسية
تمنح الحزمة الجديدة ماسك إمكانية الحصول على أسهم بقيمة هائلة إذا تمكن من بلوغ مجموعة من الأهداف المالية والتشغيلية الصعبة، من بينها رفع القيمة السوقية للشركة إلى ما يقارب ستة أضعاف مستواها الحالي. كما يُفترض أن تنتج تسلا 20 مليون سيارة كهربائية خلال العقد المقبل، وهو ما يعادل أكثر من ضعف إنتاجها منذ تأسيسها. ويُنتظر أيضًا أن يطرح ماسك مليون روبوت بشري الشكل – يعرفها باسم جيش الروبوتات – مصممة لأداء مهام في المنازل ومواقع العمل.
وستُمنح أسهم إضافية لماسك تدريجيًا كلما اقترب من هذه الأهداف، ما قد يرفع ثروته تدريجيًا لتتجاوز ما حققه جون د. روكفلر، الذي تُقدّر ثروته التاريخية اليوم بنحو 630 مليار دولار. وتُقدر ثروة ماسك الحالية بنحو 493 مليار دولار وفق مجلة فوربس.
ورغم النتيجة، واجهت الخطة رفضًا من مؤسسات استثمارية كبرى مثل صندوق كالبيرس الأمريكي وصندوق النرويج السيادي، إضافة إلى اعتراضات من شركتي الاستشارات ISS وجلاس لويس اللتين وصفتا التعويض بالمبالغ فيه، الأمر الذي أغضب ماسك ودفعه لوصفهما بـ”إرهابيي الشركات”. ويرى منتقدون أن مجلس إدارة تسلا يخضع لنفوذ ماسك بدرجة مفرطة، وأنه يتجاهل سلوكًا متهورًا من جانبه مؤخرًا. وقال المحلل سام أبوالسميد من شركة تيليميتري: “يمتلك ماسك بالفعل مئات المليارات، والاعتقاد بأنه لن يبقى في الشركة بدون هذه الحزمة أمر غير منطقي”.
في المقابل، دافع مؤيدوه عن القرار، معتبرين أن التحفيز ضروري لضمان تركيز ماسك على تسلا في ظل انشغاله بعدة مشاريع، مثل تطوير الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة والروبوتات المتطورة. وقال دان إيفز من شركة ويدبوش: “هذا التصويت يضمن بقاء ماسك في موقع القيادة، وهو ما يحتاجه قطاع الذكاء الاصطناعي حاليًا”.
بين الطموح والسيطرة
رغم أن القيمة المالية الهائلة للخطة كانت محور النقاش، أكد ماسك أن الهدف الحقيقي منها هو تعزيز نفوذه داخل تسلا ليرتفع إلى نحو 30% من ملكية الشركة، مشيرًا إلى أنه لا يثق في أن يدير مشروع الروبوتات المستقبلية أحدٌ سواه لما قد يشكله من مخاطر محتملة على البشرية. وقد خرج ماسك من الاجتماع السنوي محققًا سلسلة من المكاسب الإضافية، منها حصوله على موافقة المساهمين لاستثمار تسلا في شركته الناشئة xAI، ورفض اقتراح لتسهيل مقاضاة الشركة من قبل المساهمين.
وبعد إعلان النتائج، شهدت أسهم تسلا تقلبًا طفيفًا، إذ ارتفعت في تداولات ما بعد الإغلاق قبل أن تستقر عند 445.44 دولار للسهم. ومع بقاء الطريق طويلًا أمام تحقيق كل تلك الأهداف الطموحة، يبدو أن ماسك يواصل لعب دوره المفضل: رجل يغازل المستحيل، ويقنع العالم بأنه ممكن.
اقرأ أيضًا:
إنجاز غير مسبوق.. ثروة إيلون ماسك تتجاوز الـ 400 مليار دولار
إيلون ماسك: إنشاء شركة جديدة أمر سهل
إيلون ماسك صاحب المليارات.. كيف كوّن ثروته وما هي أبرز شركاته؟














