تتجه الأنظار مجددًا نحو الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، في ظل تصاعد الجدل حول خططه الطموحة وثروته الضخمة، وسط حديث عن احتمال أن يصبح أول تريليونير في التاريخ، وفي الوقت الذي أثار فيه الجدل بتصريحاته ومواقفه السياسية، بقيت أسهم شركة “تيسلا” صامدة، بل ومرشحة لتمنحه ثروة قد تفتح أمامه الباب لدخول نادي التريليونات.
تصويت حاسم يقرر مصير الصفقة
ينتظر المستثمرون حول العالم ما سيسفر عنه التصويت المرتقب في الاجتماع السنوي لشركة تيسلا في أوستن بولاية تكساس، حيث سيقرر المساهمون ما إذا كانوا سيوافقون على حزمة مكافآت ضخمة قد تجعل ماسك أول تريليونير في العالم.
ويمتلك ماسك نحو 15% من أسهم الشركة، ما يمنحه تأثيرًا قويًا على نتيجة التصويت، وإذا تمت الموافقة، سيحصل على حصة إضافية ضخمة من الأسهم تقدر قيمتها بمئات المليارات.
هذه الحزمة، التي أُعلنت رسميًا في وثيقة مطولة مكونة من 200 صفحة، جاءت ضمن مجموعة من المقترحات التي سيصوت عليها المساهمون، تشمل أيضًا إمكانية استثمار تيسلا في شركة “xAI” التابعة لماسك، وتعديلات مستقبلية في مجلس الإدارة.
جدل واسع بين مؤيدين ومعارضين
انقسم المساهمون والمؤسسات الاستثمارية حول هذه الحزمة التاريخية، بين من يرى فيها مكافأة مستحقة، ومن يعتبرها مبالغًا فيها بشكل غير مسبوق.
ففي حين يرى المؤيدون أن ماسك هو “العبقري الذي لا غنى عنه”، وأن نجاح تيسلا مرتبط مباشرة بقيادته، يرى المنتقدون أن حجم المكافأة يعكس خللًا في مبدأ العدالة داخل الشركات الكبرى.
وقد وصل النقاش حتى إلى الفاتيكان، حيث وصف البابا المقترح بأنه مثال على “عدم المساواة في توزيع الثروة”، مؤكدًا أن “العالم في ورطة عندما تصبح القيمة الوحيدة هي المال”.
كيف سيصبح ماسك تريليونيرًا؟
حتى وإن تمت الموافقة على الحزمة، فلن يحصل ماسك على المبلغ فورًا أو نقدًا، بل سيحتاج لتحقيق مجموعة من الأهداف التشغيلية الطموحة، وتشمل هذه الأهداف زيادة إنتاج تيسلا إلى 20 مليون سيارة خلال عقد من الزمن، وهو ما يفوق ضعف إجمالي إنتاج الشركة منذ تأسيسها.
كما يجب عليه رفع القيمة السوقية للشركة وأرباحها التشغيلية بنسبة ضخمة، وتسليم مليون روبوت من طراز “أوبتيموس” الذي تطوره تيسلا حاليًا، وإذا تمكن من تحقيق أهداف معينة، فسيحصل على مكافآت مرحلية.
على سبيل المثال، سيضيف إلى ثروة إيلون ماسك نحو 50 مليار دولار من الأسهم إذا نجح في رفع القيمة السوقية لتيسلا بنسبة 80%، أو في مضاعفة المبيعات والأرباح التشغيلية.
ثروة إيلون ماسك بين الأسطورة والواقع
تبلغ ثروة إيلون ماسك الحالية نحو 493 مليار دولار، ما يجعله أغنى رجل في العالم بحسب مجلة “فوربس”، وتفوق هذه الثروة مجتمعة ثروات رجال أعمال تاريخيين مثل أندرو كارنيجي، الذي كانت شركته للصلب تُقدّر بعد التضخم بنحو 300 مليار دولار.
حتى الآن، لا يتفوق عليه سوى جون د. روكفلر، الذي بلغت ثروته المعدلة نحو 630 مليار دولار مطلع القرن العشرين، لكن وتيرة نمو ثروة ماسك السريعة، مدفوعة بقيمة “تيسلا” المتصاعدة، تجعله أقرب من أي شخص آخر لكسر حاجز التريليون دولار.
رؤية ماسك.. السيطرة على المستقبل
يؤكد ماسك أن هدفه لا يتمحور حول المال، بل حول ضمان السيطرة على تيسلا ومواصلة الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة والروبوتات.
ويقول إنه بحاجة إلى رفع حصته في الشركة إلى نحو 30% لضمان السيطرة على القرارات المصيرية، خصوصًا مع اقتراب عصر “جيش الروبوتات” الذي يراه مستقبلًا لعمليات التصنيع والإنتاج.
انقسام داخل أوساط المستثمرين
انقسمت كبرى المؤسسات المالية حول الحزمة المقترحة، فشركة “بارون كابيتال مانجمنت” دعمت ماسك بقوة، واعتبرت أنه لولا جهوده لما وُجدت تيسلا اليوم.
وفي المقابل، عارضت صناديق ضخمة مثل “كالبرز” – أكبر صندوق معاشات عامة في الولايات المتحدة – وصندوق الثروة السيادي النرويجي، معتبرين أن الأجر المقترح مفرط وأن مجلس الإدارة لا يتمتع بالاستقلال الكافي عن ماسك.
وتستند اعتراضاتهم أيضًا إلى قرار سابق لمحكمة ديلاوير وصف حزمة رواتب سابقة بأنها “معيبة” بسبب علاقات ماسك الواسعة مع أعضاء المجلس.
سجل ماسك المثير للجدل
ورغم أن أسهم تيسلا قفزت إلى قيمة سوقية تقترب من 1.5 تريليون دولار، فإن أداء ماسك الإداري يثير القلق أحيانًا، فقد وعد بسيارات أجرة ذاتية القيادة بالكامل، لكنها ما تزال تحت التجربة في مدن محدودة وبوجود مراقبين بشريين.
كما لم تحصل برمجيات القيادة الذاتية على الموافقات الأوروبية حتى الآن، وتراجعت المبيعات بشكل حاد في بعض الأسواق مثل ألمانيا بنسبة 50% الشهر الماضي.
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل حقيقة أن ماسك اعتاد تجاوز العقبات وتحويل الأزمات إلى فرص، كما فعل قبل 6 سنوات عندما أنقذ تيسلا من شفا الإفلاس.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| القطاعات التي تُنتج أكبر عدد من المليارديرات في 2025
لماذا يتخلص المستثمرون عالميًا من السندات بينما يرتفع سعر الذهب؟
