أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني تسليم شهادة المشغل الجوي لشركة طيران الرياض، خلال أبريل الجاري، إيذانًا ببدء تشغيل رحلاتها الجوية المنتظمة داخل الحدود السعودية، مؤكدة التزام الشركة بجميع معايير السلامة، والتشغيل، والصيانة، والإدارة.
تنطلق أولى رحلات طيران الرياض خلال الربع الثالث من 2025، وفقًا للرئيس التنفيذي للشركة، توني دوغلاس.
وكشف “دوغلاس” عن المستهدفات التشغيلية للشركة، قائلًا إن طيران الرياض تسعى لربط العاصمة بأكثر من 100 وجهة دولية بحلول عام 2030.
وأضاف “دوغلاس” أن الشركة تقدمت بطلبات لشراء أكثر من 132 طائرة، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في توفير أكثر من 200 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في قطاع الطيران، إضافةً إلى مساهمة متوقعة بقيمة 75 مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة.
تأسست طيران الرياض كجزء من الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، أحد البرامج الطموحة ضمن رؤية السعودية 2030.
وتسعى الشركة إلى تحويل العاصمة الرياض إلى بوابة جوية عالمية تربط بين آسيا، وأفريقيا، وأوروبا.
ويأتي هذا المشروع ضمن خطة المملكة لزيادة عدد الزوار الدوليين إلى 330 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030، وهو ما ينسجم تمامًا مع أهداف طيران الرياض التوسعية.
وقال وزير النقل والخدمات اللوجستية، المهندس صالح الجاسر، إن إصدار شهادة المشغل الجوي لشركة طيران الرياض يعد إحدى الركائز الأساسية لتحقيق مستهدفات استراتيجية قطاع الطيران المنبثقة عن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، والتي تهدف إلى جعل قطاع الطيران في المملكة الأول بمنطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2030.
وأضاف المهندس صالح الجاسر أن هذه الخطوة ستساهم في تمكين مستهدفات قطاع السياحة، وجعل مدينة الرياض بوابة عالمية ومركزًا رئيسياً للنقل والتجارة والسياحة، وجسرًا يربط الشرق بالغرب.
وأشار رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز الدعيلج، أن عام 2024 سجّل مؤشرات نمو ملحوظة بقطاع النقل الجوي في السعودية، شملت ارتفاع عدد المسافرين إلى أكثر من 128 مليون مسافر، بنسبة نمو بلغت 15% مقارنة بعام 2023، وبزيادة تقارب 25% عن مستويات ما قبل الجائحة.
ووفقًا لـ”الدعيلج”، ارتفع عدد الرحلات الجوية في مطارات السعودية إلى أكثر من 905 آلاف رحلة، بزيادة 11% عن العام السابق، إلى جانب نمو الربط الجوي بنسبة 16% ليصل إلى أكثر من 170 وجهة حول العالم.
بحسب الموقع الرسمي للشركة، فإن طيران الرياض تهدف إلى تقديم تجربة سفر رقمية بالكامل، تبدأ من حجز التذكرة وتستمر حتى الوصول إلى الوجهة. الشركة تتبنى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتشغيل الآلي لتحسين تجربة المسافر.
وتشمل ملامح الابتكار تجربة الحجز الذكية والسلسة عبر تطبيق موحد، والأنظمة الذكية لإدارة الأمتعة، والمقصورات المزودة بشاشات تفاعلية وتجربة ترفيه متقدمة، واستخدام بيانات المسافرين لتحسين الخدمات بشكل مخصص وفوري.
تلتزم طيران الرياض بتقديم الضيافة السعودية الأصيلة، وتعتبرها أحد عناصر التفرد في السوق العالمي.
وتقول الشركة إنها لا تركز فقط على الوصول من وجهة إلى أخرى، بل تهدف إلى جعل الرحلة نفسها تجربة ثقافية وإنسانية راقية.
وأشارت إدارة الشركة إلى أن الضيافة ستكون ملموسة في جميع مراحل الرحلة، بدءًا من تسجيل الوصول، مرورًا بالخدمات الأرضية، إلى طاقم المقصورة المدرب بعناية ليعكس قيم المملكة.
تتيح شركة طيران الرياض فرصًا وظيفية ضخمة للشباب السعودي الطموح، وتهدف لتوظيف آلاف من الكفاءات المحلية في مجالات مثل:
مرت مراحل إصدار الرخصة لشركة طيران الرياض بسلسلة من الإجراءات، بدأت بالمناقشات الأولية، مرورًا بتقديم الطلب الرسمي، ومراجعة الأدلة التشغيلية، والتقييم والتفتيش، وصولًا إلى الموافقة النهائية.
عمل فريق مكون من 10 كفاءات وطنية في مختلف التخصصات، من مفتشي وخبراء الهيئة العامة للطيران المدني على مدى 11 شهرًا لمنح الترخيص وشملت المهام الإشراف على تنفيذ أكثر من 200 ساعة طيران تجريبية، إلى جانب متابعة برامج التدريب والتأهيل التي استهدفت تدريب وتأهيل طاقم طيران الرياض؛ وذلك لضمان الالتزام بأعلى المعايير التشغيلية وتحقيق أعلى مستويات السلامة.