انطلق عرض مسلسل سلمى ليبدأ معه نقاشًا واسعًا بين الجمهور، بعد أن قدمت حلقته الأولى جرعة درامية مكثفة، وضعت المشاهدين في قلب قصة اجتماعية شائكة، تتمحور حول صمود امرأة في مواجهة ظروف قاسية.
وينتمي مسلسل سلمى إلى فئة الأعمال الدرامية المعرّبة، ويطرح على مدار 90 حلقة، قضايا اجتماعية جريئة، مسلطًا الضوء على معاناة الطبقتين المتوسطة والفقيرة، وهو ما أشاد به أبطاله الذين أكدوا أن الجمهور متعطش لقصص تشبه واقعه بعيدًا عن الحياة المترفة التي غالبًا ما تظهر على الشاشة.
تدور أحداث مسلسل سلمى حول شخصية تحمل نفس الاسم تجسد شخصيتها مرام علي، وهي أم عاملة تكافح لتربية طفليها بمفردها بعد اختفاء زوجها جلال الذي يؤدي دوره نيقولا معوض في ظروف غامضة، تاركًا إياها لتواجه مجتمعًا لا يرحم وأعباء اقتصادية ثقيلة.
ولا تقتصر معاناة سلمى على غياب زوجها، بل تمتد لتشمل ماضيًا معقدًا وعلاقات أسرية مضطربة، أبرزها علاقتها المقطوعة بوالدتها هويدا التي تخلت عنها في طفولتها، وصراعها الدائم مع أختها غير الشقيقة ميرنا.
ويتفرع عن الخط الرئيسي للقصة مجموعة من الحكايات التي ترصد حياة الجيران والأصدقاء، ويناقش مسلسل سلمى قضايا مثل التضحية الأمومية، والضغوط النفسية والاجتماعية على المرأة، وأثر الصدمات العائلية على تكوين الشخصية.
يضم مسلسل سلمى نخبة من نجوم الدراما السورية واللبنانية، ومن أبرز المشاركين فيه مرام علي بدور “سلمى”، الأم الصامدة التي تمثل محور الأحداث، ونيقولا معوض بدور “جلال”، الزوج الغائب الذي يحمل اختفاؤه وعودته الكثير من الأسرار.
ويضم فريق العمل ستيفاني عطالله بدور “ميرنا”، الأخت غير الشقيقة ذات الشخصية المضطربة والمعقدة، وتقلا شمعون بدور “هويدا”، الأم التي تسببت أخطاؤها في الماضي بمعاناة ابنتيها، بمشاركة طوني عيسى، ونقولا دانيال، ومجدي مشموشي، وسعد مينا، ونانسي خوري، ورنا كرم.
انطلق عرض مسلسل سلمى مساء الأحد، ويُعرض يوميًا بشكل مستمر على مجموعة من أبرز الشاشات والمنصات العربية لضمان وصوله إلى أوسع شريحة من الجمهور.
لماذا أثار مسلسل سلمى الجدل؟
يكمن السبب الرئيسي وراء الجدل والنقاش الذي أثاره مسلسل سلمى منذ حلقته الأولى في طبيعة قصته غير التقليدية، والتي ابتعدت عن القوالب المألوفة للدراما المعرّبة، فالعمل لا يركز على قصص الحب الرومانسية في مجتمعات ثرية، بل يغوص في عمق معاناة الطبقات الأقل ماديًا، وهو ما اعتبره الممثل نيقولا معوض “جمال المسلسل”.
وأثنى النقاد والجمهور على جرأة العمل في تسليط الضوء على “النساء اللواتي يكافحن لتربية أبنائهن في ظروف صعبة”، وهي فئة نادرًا ما تحظى ببطولة مطلقة في الدراما العربية، كما أن الشخصيات المركبة نفسيًا، مثل شخصية “ميرنا” التي وصفتها ستيفاني عطالله بأنها “تعاني من نقص داخلي وهواجس البارانويا”، وشخصية الأم “هويدا” التي تسببت في أذى نفسي لابنتيها، فتحت الباب لنقاشات حول أثر التربية والصحة النفسية، وهو ما جعل العمل مادة خصبة للتحليل والنقاش على منصات التواصل الاجتماعي.