تراجع الدولار لأدنى مستوى له منذ عام 2022، في ظل ابتعاد المستثمرين العالميين عن الأصول الأمريكية، وذلك خلال تعاملات اليوم الثلاثاء.
وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي ICE، الذي يقيس قيمة الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الأجنبية، إلى 97.92. وهذا أدنى مستوى للمؤشر منذ 3 سنوات، وفقًا لـ FactSet، وانخفض المؤشر آخر مرة بنسبة 1% خلال اليوم عند 98.38.
يأتي تراجع سعر الدولار على خلفية التوترات بين ترامب ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي رفض مطالب ترامب بخفض سعر الفائدة، فيما هدد الرئيس الأمريكي بإقالة باول إذا لم يستجب لمطالبه، وهو ما أكده المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض الأسبوع الماضي. ويأتي ذلك أيضًا وسط حالة عدم اليقين التي تركتها رسوم ترامب الجمركية على الواردات الأمريكية من نحو 181 دولة حول العالم في 2 أبريل الجاري، والذي حفّز موجة بيع واسعة. ما زاد من الضغط على الدولار الأمريكي.
وقال محللون اقتصاديون إن الدولار أصبح في حالة هشة بسبب رسوم ترامب الجمركية والتي تشعل المخاوف باندلاع حرب تجارية عالمية. وانتقد ترامب باول مرة أخرى يوم الاثنين، ووصف رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بأنه ”السيد المتأخر للغاية” و”الخاسر الكبير” في منشور على موقع Truth Social. وما زاد من ضعف الدولار، هي تصريحات رئيس الوزراء التايلاندي بأن المفاوضات التجارية مع واشنطن والتي كان من المقرر إجراؤها يوم الأربعاء المقبل سيتم تأجيلها.
وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت يوم الجمعة إن الرئيس وفريقه يواصلون دراسة ما إذا كان بإمكانهم إقالة باول، الذي قال الأسبوع الماضي إن البنك المركزي يستطيع أن يتحمل الصبر في الحكم على كيفية تحديد السياسة.
بحسب تحليل الخبير الاستراتيجي في آي إن جي، فرانسيسكو بيسول، فإن السيناريو الأسوأ حاليًا هو استسلام باول وامتثاله لمطلب ترامب بخفض أسعار الفائدة بسرعة، على الرغم من أنه حدث منخفض الاحتمال. وأشار بيسول إلى أن إقالة باول من منصبه أو استقالته قد تؤدي لنفس النتائج التي من شأنها أن تترك تأثيرات مماثلة على السوق.
وقد حددت أسواق المال احتمالات خفض أسعار الفائدة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي في مايو بأقل من 10%، وبواقع 90 نقطة أساس بحلول نهاية العام، وهو ما يتماشى تقريبًا مع المستويات التي شهدناها الأسبوع الماضي.
وبناءً على سناريو إقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، رفع بنك باركليز توقعاته لسعر صرف اليورو مقابل الدولار إلى 1.15 دولار، مؤكدًا أن هناك حاجة إلى المزيد من المراجعات في حال تصاعد الوضع. كانت الصين اتهمت، الاثنين، واشنطن بإساءة استخدام الرسوم الجمركية وحذرت الدول من إبرام اتفاق اقتصادي أوسع مع الولايات المتحدة على حسابها.
وعادة ما يُنظر إلى الدولار على أنه عملة الاحتياطي العالمي، وقد تفوقت الأصول الأمريكية بشكل كبير على بقية الأصول العالمية خلال العقد الماضي، مما حفز الطلب المتزايد على الدولار. ولكن انعكست أزمة الرسوم الجمركية بالسلب على الإقبال على أسواق الأسهم والسندات الأمريكية مما أدى على ما يبدو إلى انخفاض قيمة الدولار.
اقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك | أداء الدولار في عهد الرؤساء.. خلال 55 عاما
أداء العملات أمام الدولار الأمريكي في 2024
مؤشر الدولار يقفز لأعلى مستوياته منذ أشهر تزامنًا مع فوز ترامب
