عادت الحفلات الموسيقية الحية للانتعاش مرة أخرى بعد الضربة التي تلقتها قبل 3 سنوات خلال جائحة كورونا، وتسببت في توقف العروض.
وتمكنت إيرادات الحفلات من تحطيم الرقم القياسي السابق في عام 2023، وفق بيانات شركة Pollstar المتخصصة في تتبع صناعة الترفيه المباشر لعقود من الزمن.
خلال عام 2023، تمكنت أكبر 100 جولة في جميع أنحاء العالم من تحقيق إيرادات قيمتها تتعدى الـ9 مليارات دولار، لتتفوق على آخر رقم قياسي مسجل في عام 2022 بنسبة 50% تقريبًا، وهو أكثر من 6 مليارات دولار.
وساهمت مجموعة من العوامل في الوصول إلى هذه النتيجة وهي: ارتفاع مبيعات التذاكر بنسبة 18% على الرغم من زيادة متوسط أسعار التذاكر بنسبة 23 بالمائة.
وأدت جولتان شهيرتان إلى دفع عجلة الإيرادات لصناعة الموسيقى الحية وهما:”Era’s Tour” التي حطمت الأرقام القياسية لتايلور سويفت و”Renaissance Tour” لبيونسيه، والتي شكلت مع أحدث جولة لبروس سبرينغستين العالمية أكثر من 20% من إجمالي مبيعات الموسيقى الحية.
خلال عام 2020، واجهت صناعة الموسيقى الحية ضربة قاتلة عندما توقفت الحفلات تمامًا، تزامنًا مع إجراءات الإغلاق.
وبعد إلغاء الجولات والحفلات، بات مصير الفنانين غامضًا، خصوصًا وأن تلك الصناعة تعتمد على التجمعات البشرية بشكل أساسي.
ومع تكيف العالم مع الأوضاع الجديدة، اتخذت صناعة الموسيقى ذات النهج، وبدأت في الاعتماد على الحفلات الموسيقية الافتراضية وعروض البث المباشر باعتبارها حلًا مؤقتًا.
وتمكنت تلك الحلول من توفير شريان الحياة للفنانيين والمعجبين الذين يرغبون في حضور الحفلات، ولكنها في نفس الوقت لم تكن على مستوى الحفلات الحية.
وهذا الاختلاف يفسر القفزة التي حققتها إيرادات الحفلات بمجرد رفع القيود، وكان الحرمان والشوق لهذه الحفلات مساهمًا رئيسيًا في هذا الانتعاش.
ولكن من الجدير بالذكر أن هذا الانتعاش لم يكن سلسًا بالنسبة لبعض الأجزاء من صناعة الموسيقى الحية، خصوصًا فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة التي كافحت خلال فترة الوباء.
وتفاقمت الظروف السيئة المحيطة بتلك الأعمال الصغيرة بسبب النقص المزمن في الموظفين بعد أن اضطر العديد من العاملين في الصناعة إلى العثور على وظائف أخرى أثناء الوباء.
المصدر: Statista
