أعلن الاحتلال الإسرائيلي فجر يوم الثلاثاء انتهاء هدنة غزة التي اتفق عليها مع فصائل المقاومة، حيث نفذ جيشه عشرات الهجمات بالقصف الجوي والمدفعي على كافة أنجاء القطاع.
مقدّمات أفضت إلى انهيار هدنة غزة
اتفق الاحتلال مع فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس في منتصف يناير الماضي على وقف إطلاق النار ضمن خطةً من 3 مراحل، انتهت أولها فعليًا قبل أسبوعين.
تردد الاحتلال في دخول مفاوضات المرحلة الثانية، والتي كان من المفترض أن تؤدي إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، وإعادة جميع الرهائن الذين أسرتهم حماس في هجومها على الأراضي المحتلة في 7 أكتوبر 2023.
وكان من المفترض أن يستمر وقف إطلاق النار طالما استمرت المحادثات بشأن المرحلة الثانية، وفقًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد أكثر من عام من المفاوضات بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر.
خلال المرحلة الأولى، أعادت حماس 25 رهينة على قيد الحياة ورفات 8 آخرين مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 2000 أسير فلسطيني، كما انسحبت قوات الاحتلال إلى مناطق عازلة داخل غزة، وعاد مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة.
كانت مئات شاحنات المساعدات تدخل القطاع يوميًا، لكن قبل أسبوعين، قطعت إسرائيل جميع إمدادات الغذاء والدواء والوقود والكهرباء وغيرها عن سكان القطاع، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، للضغط على حماس لقبول اقتراح جديد.
تُلزم الخطة الجديدة حماس بإطلاق سراح نصف رهائنها المتبقين مقابل تمديد وقف إطلاق النار ووعد بالتفاوض على هدنة دائمة، ولكن حماس رفضت الاقتراح الجديد.
وقد يعني انهيار اتفاق هدنة غزة العودة الكاملة للقتال في الحرب المستمرة منذ 17 ألف شهرًا.
وأفاد مسؤولون في مستشفيات فلسطينية باستشهاد أكثر من 320 شخصًا، بينهم نساء وأطفال منذ وقف هدنة غزة.
عودة للقتال بمباركة أمريكية
كشفت متحدثة باسم البيت الأبيض على قناة “فوكس نيوز”، أن الاحتلال تشاور مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين بشأن هجماته المميتة على غزة.
وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، في مقابلة مع “فوكس نيوز”: “تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة”.
وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض: “كما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران، وكل من يسعى لإرهاب ليس إسرائيل فحسب، بل الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا، سيدفع ثمنًا باهظًا، وستُفتح أبواب الجحيم”.
ومن الجدير بالذكر أن الهجوم العسكري للاحتلال على غزة والمستمر منذ أكتوبر 2023 أدى إلى استشهاد ما يزيد عن 48 ألف فلسطيني، كما أثار اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي تنفيها إسرائيل.
وأدى الهجوم إلى نزوح داخلي لما يقرب من 2.3 مليون نسمة من سكان غزة وتسبب في أزمة جوع، كما أُدين “ترامب” بسبب خطته لتهجير الفلسطينيين من غزة واستيلاء الولايات المتحدة على القطاع.