أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الإثنين، أن التعريفات الجمركية على السلع القادمة من كندا والمكسيك بنسبة 25% ستدخل حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء.
وانعكست تصريحات ترامب في انخفاض كبير للأسواق الأمريكية خلال جلسة التداول المسائية. كما شهدت العملتان المكسيكية والكندية انخفاضًا ملحوظًا بعد هذه التصريحات.
وقال ترامب في تصريحات صحفية بالبيت الأبيض: «سيضطرون إلى فرض التعريفات الجمركية. لذا عليهم بناء مصانعهم للسيارات في الولايات المتحدة، وفي هذه الحالة لن تكون هناك تعريفات». كما أضاف ترامب أنه «لا مجال» للوصول إلى اتفاق من شأنه تجنب التعريفات من خلال تقليص تدفقات الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.
في السياق نفسه قال ترامب إن التعريفات الجمركية المعادلة ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل على الدول التي تفرض رسومًا جمركية على المنتجات الأمريكية. وأعلن أيضًا عن عزمه زيادة التعريفات على جميع الواردات الصينية إلى 20% بدلاً من 10%، في خطوة لمعاقبة بكين على استمرار شحناتها من الفنتانيل إلى الولايات المتحدة. وأوضح ترامب أن الصين «لم تتخذ خطوات كافية لتخفيف أزمة المخدرات غير المشروعة».
كيف تؤثر هذه التعريفات على الاقتصاد الأمريكي؟
حذّر العديد من المديرين التنفيذيين والخبراء الاقتصاديين من أن هذه التعريفات ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي، خاصة بالنظر إلى أن التعريفات تغطي أكثر من 900 مليار دولار من الواردات الأمريكية السنوية.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه التعريفات إلى تعطيل سلاسل الإمداد المتكاملة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، مما قد يزيد من تكلفة العديد من السلع.
وفي القطاع الصناعي، من المتوقع أن تتأثر صناعة السيارات بشكل خاص، حيث قال خبير السياسة العامة في جامعة كورنيل، جوستافو فلوريس-ماسياس، إن أسعار السيارات قد ترتفع بشكل ملحوظ في الأيام القليلة المقبلة، مما يؤثر سلبًا على الطلب.
كيف ردت كندا والمكسيك على هذه القرارات؟
من جانبها قالت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، إن أوتاوا مستعدة للرد على هذه التحركات، معتبرة أن التصريحات الصادرة من المكتب البيضاوي تتسم بـ«التقلب والفوضى».
وفي السياق ذاته أكدت المكسيك استعدادها لمواجهة هذه القرارات، حيث قالت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم في مؤتمر صحفي: «لدينا خطة ب، ج، د»، لكنها امتنعت عن الكشف عن التفاصيل. وأضافت أن التنسيق مع الولايات المتحدة في مجالات التجارة ومكافحة تهريب الفنتانيل كان «ممتازًا».
هل ستتأثر أسعار المستهلكين؟
من المتوقع أن يكون للمستهلكين الأمريكيين تأثيرات ملموسة من هذه التعريفات، حيث قالت النائبة الأمريكية سوزان ديلبيني إن فرض التعريفات على كندا والمكسيك سيكلف الأسر الأمريكية آلاف الدولارات في محلات السوبر ماركت، محطات الوقود، والصيدليات.
ورغم هذه التحذيرات، صرح مستشار التجارة في البيت الأبيض، بيتر نافارو، بأن تأثير هذه التعريفات على التضخم سيكون «صغيرًا» وأن ترامب متمسك بخططه لأن ذلك سيعزز من قوة الاقتصاد الأمريكي ويزيد من فرص العمل في المصانع.
هل هذه الإجراءات جزء من استراتيجية أوسع؟
هذه الإجراءات ليست منعزلة، بل تأتي ضمن سلسلة من التحركات التجارية التي أعلن عنها ترامب في الأوان الأخير، حيث أمر في وقت سابق بفتح تحقيق بشأن واردات الأخشاب والمنتجات الخشبية، مما قد يؤدي إلى فرض تعريفة عالية على كندا التي تواجه بالفعل تعريفات أمريكية على خشب البناء.
كما أعلن عن إعادة فتح تحقيق بشأن الضرائب الرقمية المفروضة على الشركات الأمريكية في دول أخرى، وهو ما يهدد بزيادة الرسوم على العديد من الواردات من الاتحاد الأوروبي.
هل يشكل هذا تهديدًا للاقتصاد العالمي؟
في الوقت الذي يسعى فيه ترامب إلى تحقيق أهدافه التجارية، حذر بعض المحللين من أن سياسة «التعريفات المكثفة» قد تؤدي إلى زيادة التضخم، ما قد يعمق الركود الاقتصادي العالمي.
ووفقًا للخبير ديسموند لاشمان من معهد أمريكان إنتربرايز، فإن هذه السياسات قد تؤدي إلى تباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة والعالم.
