عاد إلى الجدل من جديد مشروع الشعاع الأزرق، بعد أن أثارت موجة من مشاهدات الطائرات المسيّرة (الدرونز) في سماء الولايات المتحدة قلقًا متزايدًا بين المواطنين والمسؤولين، خاصة مع عدم قدرة السلطات على تحديد مصدرها أو الغرض منها. وسط الغموض، عاد الحديث مجددًا عن نظرية المؤامرة الشهيرة “مشروع الشعاع الأزرق”، التي تدّعي أن هناك خطة سرية لاستخدام تكنولوجيا متطورة لخداع البشرية وفرض نظام عالمي جديد.
تصاعد مشاهدات الطائرات المسيّرة
منذ منتصف نوفمبر، أفاد الآلاف من سكان نيوجيرسي ونيويورك بمشاهدتهم لأجسام طائرة مجهولة في السماء. ومع استمرار الظاهرة لأسابيع دون تفسير رسمي، بدأ الجدل يتصاعد في الأوساط السياسية، حيث اتهم بعض المشرّعين الأمريكيين الوكالات الحكومية بإخفاء الحقيقة.
ووفقًا للـFBI، لا يوجد حتى الآن دليل واضح على مصدر هذه الطائرات أو الجهة التي تتحكم بها، مما زاد من التكهنات بأن الأمر قد يكون مرتبطًا بجهة حكومية سرية أو طرف خارجي غير معروف.
عودة نظرية “مشروع الشعاع الأزرق”
وسط هذا الغموض، انتشرت مجددًا نظرية “مشروع الشعاع الأزرق”، والتي تعود إلى التسعينيات عندما طرحها الصحفي الكندي سيرج موناست. وفقًا لهذه النظرية، تخطط النخب العالمية لاستخدام تقنيات متطورة لمحاكاة أحداث دينية أو غزو فضائي مزيف بهدف السيطرة على العالم وفرض حكومة ديكتاتورية.
تتحدث النظرية عن عدة مراحل لتنفيذ هذا المشروع، منها استخدام الزلازل لاكتشاف آثار مزيفة تُثبت زيف الأديان، ثم عرض هولوغرامات ضخمة في السماء لإيهام الشعوب بظهور شخصيات دينية أو كائنات فضائية. وفي النهاية، يُزعم أن تقنيات متطورة ستُستخدم للتأثير على عقول البشر وإجبارهم على الإيمان بحكومة عالمية واحدة.
ردود فعل الخبراء على مشروع الشعاع الأزرق
رغم الانتشار الواسع لنظرية “مشروع الشعاع الأزرق”، يشير العديد من الخبراء إلى عدم وجود أي دليل علمي يدعم هذه المزاعم. في حديثه لمجلة نيوزويك، قال فيجاي كومار، أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة بنسلفانيا، إن تزامن المشاهدات بالقرب من القواعد العسكرية قد يكون مفتاحًا لفهم الظاهرة. وأوضح: “من غير المرجح أن تكون هذه الطائرات من عمل دولة معادية، لأن أي قوة خارجية ستحاول إخفاء وجودها بدلاً من الظهور علنًا بهذا الشكل”.
من جهة أخرى، ترى الدكتورة ميسي كامينغز، مديرة مركز ماسون للاستقلالية والروبوتات، أن هذه المشاهدات قد لا تكون لطائرات مسيّرة كبيرة كما يُشاع، بل ربما تكون طائرات صغيرة مأهولة أو حتى درونز تجارية متوسطة الحجم.
لا يقين حول الشعاع الأزرق.. الغموض يستمر
سواء كانت هذه المشاهدات ناتجة عن اختبار تقنيات عسكرية متطورة أو مجرد طائرات مسيّرة تجارية، فإن الغموض المحيط بها يعزز نظريات المؤامرة ويثير التساؤلات حول مدى شفافية الحكومات في الكشف عن الحقائق. وبينما تبقى نظرية “مشروع الشعاع الأزرق” في دائرة الجدل، يستمر البحث عن إجابات مقنعة لهذه الظاهرة غير المسبوقة.