كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الطب الباطني العام عن أن 1 من كل 22 متعافيًا من كورونا يصابون بمتلازمة التعب المزمن (ME/CFS)، وهي حالة صحية منهكة تستمر مدى الحياة.
تؤثر تلك المتلازمة بشكل كبير على جودة حياة المصابين، مما يثير مخاوف جديدة حول الآثار طويلة المدى لفيروس كوفيد-19.
ما هي متلازمة التعب المزمن؟
حالة مرضية معقدة تتمثل في أعراض مثل التعب الشديد الذي لا يتحسن مع الراحة، وضعف الإدراك “ضباب الدماغ”، واضطرابات النوم، وعدم تحمل الوقوف.
وغالبًا ما تتفاقم هذه الأعراض بعد بذل مجهود بدني أو عقلي، مما يجعلها حالة منهكة للغاية.
ووفقًا للدراسة، فإن المتعافين من كورونا معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بهذه المتلازمة، خاصة بعد ستة أشهر من التعافي من العدوى.
نتائج الدراسة وأرقام صادمة
أجرى الباحثون دراسة على 11,785 بالغًا تعافوا من كوفيد-19، بالإضافة إلى مجموعة ضابطة مكونة من 1,439 شخصًا لم يصابوا بالفيروس مطلقًا.
وأظهرت النتائج أن 4.5% من المتعافين من كورونا أصيبوا بمتلازمة التعب المزمن، مقارنة بـ 0.6% فقط في المجموعة الضابطة.
وأشارت الدراسة إلى أن 79.5% من المصابين بالمتلازمة كانوا من الإناث، مما يؤكد أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة الصحية المزمنة.
العلاقة بين كوفيد الطويل ومتلازمة التعب المزمن
وجدت الدراسة أن 88.7% من المشاركين الذين أصيبوا بمتلازمة التعب المزمن بعد كوفيد-19 تم تشخيصهم أيضًا بـ كوفيد الطويل، ويطرح هذا التشابه في الأعراض والآليات المرضية تساؤلات حول ما إذا كانت الحالتان تمثلان وجهين لعملة واحدة.
وقال الدكتور أنتوني كوماروف، أستاذ الطب في جامعة هارفارد: “تشير الأدلة إلى أن كوفيد الطويل ومتلازمة التعب المزمن قد يكونان مثالين لمرض أكبر يحدث بعد الإصابة بعدوى كبرى”.
حاجة ملحّة للعلاج والبحث العلمي
حتى اللحظة، لا يوجد علاج فعال للمتعافين من كورونا الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن، مما يفرض ضرورة توجيه المزيد من الموارد للبحث عن حلول علاجية فعالة.
وفي هذا السياق تقول بيث بولاك، الباحثة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “هذه الدراسة تؤكد الحاجة العاجلة إلى تطوير علاجات لمتلازمة التعب المزمن، حيث كانت من بين أقل الأمراض تمويلاً للأبحاث رغم تأثيرها الكبير على حياة المرضى”.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
الحقيقة والادعاء: هل تسبب لقاحات كوفيد-19 السرطان فعلا؟