تصدرت المغنية الأمريكية الشهيرة تايلور سويفت عناوين الأخبار بعد مناظرة ليلة الثلاثاء بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كاميلا هاريس، وذلك عقب إعلانها تأييد نائبة الرئيس كامالا هاريس للرئاسة، ما فتح الباب أمام عدد من الخبراء لدراسة تأثير “سويفت” على الانتخابات الأمريكية.
في تصريحات لشبكة ABC News قال ماركوس كولينز، أستاذ التسويق في جامعة ميشيغان ومؤلف كتاب ”من أجل الثقافة“: إذا كنت تُعرف نفسك كشخص يرى العالم كما تراه تايلور سويفت، فقد تقول: ’ربما يجب أن أصوت على هذا النحو أيضًا‘.
وتابع: ”هذا النوع من الإشارات الاجتماعية مهم بالنسبة للمتلقي، إنه يساعده على تحديد هويته وما يفكر فيه وكيف يتصرف.“
وقال كولينز إن هذه التأثيرات يمكن أن تكون خفية ولكنها مهمة.
على سبيل المثال، قد يجد شخص من كبار عشاق “سويفت” والمتأثرين بها نفسه أمام سؤال كبير، إذا تعارض صوته الانتخابي -هويته السياسية- مع هويتها السياسية، إذ يؤدي تعارض هاتين الهويتين مع بعضهما البعض إلى -ربما- التشكيك في معتقداته.
وقال: ”قد يجد الناس أنفسهم في حالة من التنافر المعرفي، حيث تتعارض هويتهم وطريقة رؤيتهم للعالم مع أجزاء أخرى من هويتهم“.
إعلان تأييد هاريس
قالت نجمة البوب ليلة الثلاثاء إنها ستصوت لهاريس ”لأنها تناضل من أجل الحقوق والقضايا التي أعتقد أنها تحتاج إلى محارب يدافع عنها“.
وقالت سويفت إنها ستصوت لبطاقة هاريس-تيم والز بعد أن أجرت بحثها، وشجعت في منشورها متابعيها على إنستغرام على التصويت لصالحها. كما شاركت أيضًا رابطًا لموقع Vote.org، المخصص لمساعدة الناس على التسجيل للتصويت في ولايتهم.
View this post on Instagram
تأثير سويفت على الأجيال الجديدة
ميغان دنكان، الأستاذة المساعدة في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا والمتخصصة في الاتصال السياسي، قالت لشبكة ABC News: ”إنها تعلم أنها تتحدث إلى عدد من الأشخاص الذين سيصوتون إما لأول مرة على الإطلاق أو لأول مرة لرئيس”.
هذه ليست المرة الأولى التي تشجع فيها سويفت معجبيها على التسجيل للتصويت. ففي عامي 2018 و2023، نشرت أيضاً منشورات على إنستغرام حول تسجيل الناخبين، وقام عشرات الآلاف من الأشخاص بالتسجيل في الأيام التي تلت ذلك.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن دعم سويفت لهاريس ليس مفاجأة كبيرة. فعلى الرغم من أن سويفت كانت في السابق غير مسيسة علنًا، إلا أنها أصبحت أكثر صراحة بشأن معتقداتها السياسية في السنوات الأخيرة. ففي عام 2020، أيدت الرئيس جو بايدن وانتقدت الرئيس دونالد ترامب في ذلك الوقت بسبب ”تأجيج نيران تفوق العرق الأبيض والعنصرية“ وتعريض ”حياة ملايين الأمريكيين للخطر في محاولة للتمسك بالسلطة“ بحسب تعبيراتها.
وتكمن أهمية إعلان “سويفت” تأييدها لهاريس في أن الكثير من معجبيها من الشباب – معظمهم من جيل الألفية والجيل Z – وهي شريحة سكانية تقل نسبة المشاركة في التصويت باستمرار عن الأجيال الأكبر سناً وربما لم يصوت أفرادها أبداً.
ولا يقتصر الأمر على الشباب الذين تستطيع سويفت التأثير عليهم. فلديها الكثير من المعجبين الذين ينتمون إلى شريحة ديموغرافية أخرى بالغة الأهمية: النساء البيض، اللاتي صوت أكثر من نصفهن للحزب الجمهوري في كل من عامي 2016 و2020.
وتعليقًا على الفئات التي يمكن لسويفت التأثير فيها قال ماركوس كولينز، أستاذ التسويق في جامعة ميشيغان ومؤلف كتاب ”من أجل الثقافة“ لشبكة ABC News: ”إنها كتلة ناخبين ضخمة – وليس هذا فحسب، بل إنها كتلة ناخبين رأيناها مؤثرة فيما يتعلق بالانتخابات، خاصة مع دونالد ترامب“.
لم يتبين بعد كيف سيؤثر تأييد سويفت على الانتخابات، لكن رسالتها قد وصلت بالفعل على نطاق واسع.
الأرقام تشير إلى حجم التأثير المتوقع
ورغم إنه لم يتبين حتى اللحظة الطريقة التي ستؤثر بها سويفت على الانتخابات، ورغم أن الكثير من استطلاعات الرأي تؤكد أن المشاهير ربما لا يؤثرون سياسيا بالنحو الذي يظنه البعض، إلا أن تأييد سويفت لهاريس يرتبط بعدة أرقام ومؤشرات إيجابية لصالح المرشحة الديموقراطية، فمنشور “سويفت” على انستغرام حاز أكثر من 10 ملايين إعجاب
ومن بين الملايين الذين وصلهم منشور “سويفت”، صرحت إدارة الخدمات العامة أنه حتى الساعة 2:00 بعد ظهر يوم الأربعاء، زار أكثر من 330 ألف شخص موقع تسجيل الناخبين الذي شاركت سويفت رابطه
في 2023، سجلت منظمة Vote.org أكثر من 35 ألف تسجيل في يوم واحد، بعد أن حثت معشوقة الشباب الأميركي متابعيها إلى التسجيل للانتخابات.
وفي يناير الماضي، أظهر استطلاع للرأي أجري لصالح مجلة نيوزويك أن 18% من الناخبين “أكثر احتمالا” للتصويت لمرشح مدعوم من سويفت، بينما 17% أقل احتمالا لدعم من تدعمه المغنية الأميركية.
كما بين استطلاع آخر أجرته شركة Morning Consult عام 2023 أنه من المرجح أن يكون لتأييد المغنية الشابة تأثير خاص بين الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا. إذ أوضح حوالي 30% من المستطلعين أنهم سيصوتون على الأرجح لمرشح تدعمه سويفت.
معركة بسبب سويفت
من جانبها وبعد فترة وجيزة من إعلان تايلور سويفت تأييدها لها، قال متحدث باسم نائبة الرئيس إن هاريس ”فخورة جداً“ بدعم المغنية وقالت إن ذلك كان بمثابة مفاجأة كاملة.
فيما فتح “ترامب” النار على المغنية الأمريكية الشهيرة، وقال إنها ستدفع ثمن إعلانها تأييدها لهاريس، إذ ستنخفض مبيعاتها في السوق
أما الملياردير الأمريكي الشهير، ومالك منصة X “إيلون ماسك” فقد سخر من المغنية ذات الشعبية الكبيرة، مؤكدًا أنه سيمنحها طفلا، ويحرس قططها بحياته، في إشارة ساخرة إلى من إنهاء تايلور لبيانها على إنستغرام بعبارة سيدة “محبة للقطط وليس لديها أولاد”.
