مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في المملكة المتحدة، امتلأت شاشات التلفزيون وصناديق البريد وموجزات الأخبار بالألوان المميزة للأحزاب السياسية، وعلى غرار العلامات التجارية التجارية، تعلمت الأحزاب أن استخدام لون واحد يسهل التعرف عليها، سواء أثناء الحملة الانتخابية أو عند مراجعة أحدث استطلاعات الرأي.
ويقول دومينيك ورينج، أستاذ الاتصال السياسي في جامعة لوبورو بالمملكة المتحدة إن أهمية اللون في الحملات الانتخابية ازدهرت مع ظهور التكنولوجيا الجديدة والإعلانات بين الخمسينيات والسبعينيات.
وأوضح ورينج أن انتشار التلفزيون الملون في منازل المواطنين زاد من أهمية الألوان للأحزاب وأصبحت الألوان والتصاميم أكثر ابتكاراً.
وارتبطت ألوان معينة منذ فترة طويلة بقيم وأيديولوجيات مختلفة، فعلى سبيل المثال، غالبًا ما يرتبط اللون الأصفر بالليبرالية، في حين كان اللون الأسود يمثل تقليديًا الفوضوية أو الفاشية وخاصة في بريطانيا، حيث عُرف أتباع اتحاد الفاشيين البريطانيين في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين باسم “القمصان السوداء”.
حزب العمال
يعد اختيار اللون الأحمر طبيعيًا لمجموعة متحالفة مع النقابات العمالية والديمقراطيين الاجتماعيين والاشتراكيين الديمقراطيين، فمنذ الثورة الفرنسية، ارتبط اللون الأحمر بالسياسات اليسارية، حيث يرمز إلى دماء العمال الذين ماتوا في النضال ضد مضطهديهم.
وعند تأسيس حزب العمال في بداية القرن العشرين، اعتمد الحزب العلم الأحمر كشعار رسمي له، حيث يشكل اللون الأحمر أهمية مركزية ورمزية لحركة العمال، وتغير بعد ذلك إلى وردة حمراء.
حزب المحافظين
تبنى حزب المحافظين تاريخياً كل ألوان علم المملكة المتحدة ــ الأحمر والأبيض والأزرق ــ ربما من أجل الترويج لنفسه باعتباره مدافعاً عن القيم البريطانية.
ومن بين هذه الألوان الثلاثة، ظهر اللون الأزرق الفائق اللون باعتباره الظل السائد، وقد حمل اللون منذ فترة طويلة دلالات الثروة والمحافظة.
حزبا الخضر والديمقراطيين الليبراليين
في صفوف الأحزاب الأصغر حجماً في المملكة المتحدة، كانت الاختيارات اللونية واضحة إلى حد ما، فقد اعتمد حزب الخضر اللون الأخضر، وهذا ليس مستغربًا نظرًا لتركيزه على قضايا البيئة والحفاظ عليها.
بينما اختار حزب الديمقراطيين الليبراليين اللون البرتقالي، الذي نشأ من اندماج حزبين سابقين هما الحزب الليبرالي “اللون الأصفر” والحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي كان مرتبطًا سابقًا بالحزب العمال الأحمر قبل الانفصال في أوائل الثمانينات.
وفي بعض الحالات يكون اختيار اللون مرتبط بالتميز بوضوح عن الآخرين للبروز في سوق السياسية المزدحم، مثلما فعلت الأحزاب الجديدة كحزب الاستفتاء، الذي لم يدم طويلاً في التسعينيات حيث اختار اللون الوردي، أو حزب استقلال المملكة المتحدة الذي يستخدم اللون الأرجواني.
وعلى الرغم من أن الحملات الانتخابية مرمزة بالألوان في الولايات المتحدة وبريطانيا، إلا أن الألوان لن تسهل على الناخبين عملية الاختيار بين مختلف المرشحين في مراكز الاقتراع يوم التصويت لأن أوراق الاقتراع مطبوعة باللونين الأسود والأبيض.
المصدر: