أحداث جارية ثقافة

وفاة سادن الكعبة المشرفة وحامل مفاتيحها.. من هو الدكتور صالح الشيبي؟

تُوفي كبير سدنة بيت الله الحرام وحامل مفتاح الكعبة المشرفة، الدكتور صالح الشيبي، عن عمر يناهز 79 عامًا، أمس الجمعة، وصلي عليه بعد صلاة فجر اليوم السبت في المسجد الحرام.

ونعت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، مقدمة وجميع منسوبيها التعزية والمواساة إلى أسرة الفقيد.

 

سدنة الكعبة

توارث “سدنة الكعبة” شرف احتضانهم مفتاح الكعبة المشرفة وهم بنو شيبة، ومنذ أكثر من 16 قرنًا، وقبل بدء الإسلام، اختص أحفاد قصي بن كلاب بن مرة بسدانة الكعبة المشرفة، ومنهم نسل أبناء آل الشيبي سدنة الكعبة الحاليين، وهم الذين أعاد إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة بعد فتح مكة.

وتُعد سدانة الكعبة المشرفة هي خدمتها والقيام بشئونها وفتح بابها وإغلاقه، ويعرف الذين يقومون بذلك بالسدنة.

الدكتور صالح الشيبي

كان الدكتور صالح الشيبي السادن الـ77 منذ فتح مكة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والسادن الـ109 منذ عهد قصي بن كلاب، وهو حفيد شيبة بن عثمان بن أبي طلحة.

وُلد الشيبي عام 1366هـ في مكة المكرمة، ونشأ وسط أسرة عريقة عرفت بسدانة الكعبة لعدة قرون، وحصل على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من جامعة أم القرى، ثم عمل أستاذّا جامعيًا لعدة سنوات.

تولى الدكتور صالح الشيبي سدنة الكعبة المشرفة وباب التوبة ومقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، عام 1980 باعتباره الأكبر سناً من آل شيبة، خلفًا لعمه الشيخ عبد القادر الشيبي، وظل في منصبه حتى رحل عن عالمنا.

 

إنجازات الدكتور صالح الشيبي

الدكتور صالح الشيبي غسل الكعبة المشرفة أكثر من 100 مرة خلال فترة توليه منصب كبير سدنة بيت الله الحرام، كما حافظ على حرمتها وصيانتها، إضافة إلى أنه ألف العديد من الكتب والمقالات في مجال الدراسات الإسلامية، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية.

وفي حوار سابق للدكتور صالح الشيبي، قال فيه إنه عندما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم، مكة أخذ المفتاح من عثمان بن طلحة، وفتح الكعبة وحطم ما فيها من أصنام وأوثان، وغسلها وصلى بداخلها، فنزلت عليه الآية الكريمة “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها”.

وتابع: فنادى صلى الله عليه وسلم على الصحابي الجليل عثمان بن طلحة ومعه ابن عمه شيبة بن عثمان وأعطاهما المفتاح، وقال له: “خذوها يا بني طلحة بأمانة الله سبحانه، واعملوا فيها بالمعروف خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم”.