كشف الباحث في إندبندنت عربية، طارق الشامي، عن مخاطر وجود مرشح مستقل على مسار انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة.
كان المرشح المستقل روبرت كينيدي جونيور، أعلن منذ منتصف مارس الجاري خوضه السابق الانتخابي بشكل مستقل، وأفصح منذ يومين عن اختيار نائبة له وهي المحامية نيكول شاناهان.
وتحظى الحملة الانتخابية لكينيدي البالغ من العمر 70 عامًا بتأييد واسع، خصوصًا من المواطنين الذين وجدوا فيه ضالتهم بعيدًا عن المرشحيّن الأبرز ترامب وبايدن.
ولكن ترشح كينيدي جونيور يحمل الكثير، وربما يكون له تأثيرًا قويًا على مسار الانتخابات الرئاسية.
تهديد الديمقراطيين
وقال الشامي خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المذاع على قناة الإخبارية، إن روبرت كينيدي جونيور يستند إلى مجموعة من العوامل والتي من الممكن أن تساعده في أن يقتنص بعضًا من المؤيدين أو المصوتين التقليديين.
وأضاف: “ولكن التأثير الحقيقي ربما سيكون في الولايات المتأرجحة التي تحسم نتيجة الانتخابات، والتي تسمى ولايات ساحة القتال، وكينيدي سجل نفسه في 4 منها وهي أريزونا ونيفادا وجورجيا وميتشجن”.
وتابع الشامي: “وبالتالي هذه الولايات يمكنها ترجيح كفة مرشح دون الآخر”.
وأشار الشامي إلى أن ترشح كينيدي يمكن أن يسحب الأصوات من الديمقراطيين أكثر من الجمهوريين، وفقًا لاستطلاعات الرأي.
واستكمل: “استطلاعات الرأي التي أُجريت في هذه الولايات، أظهرت فروقات بسيطة بين بايدن وترامب بنصف درجة أو درجة أو درجتين”.
وقال: “ولكن حينما يوضع اسم روبرت كينيدي معهم، يزداد الفارق لصالح الرئيس السابق ترامب، وبالتالي هذا هو مكمن الخطر بالنسبة لـ جو بايدن”.
ولفت الشامي إلى أنه لهذا السبب بدأت حملة بايدن في توجيه انتقادات إلى حملة روبرت كينيدي.
وقال الشامي إن ذلك لا يعني أن ترشح مرشح مستقل لا يمثل خطرًا على ترامب، لأن هناك استطلاعات أخرى تقول إن نصف الجمهوريين لديهم نظرة مفضلة إلى روبرت كينيدي، مقارنة بـ25% فقط من الديمقراطيين.
ووفق الشامي فإن مواقف كينيدي المعلنة من اللقاحات والتي يريديها أغلب الجمهوريين، وأيضًا معارضة الحرب في أوكرانيا والدعم الأمريكي لها، وانتقاداته للمؤسسات الأمريكية، كلها تتماشى مع وجهة نظر مؤيدي ترامب.
فيديو | “كينيدي يمكن أن يسحب أصوات الديمقراطيين عن بايدن”
الباحث في إندبندت عربية طارق الشامي يحلل مخاطر المرشح المستقل للرئاسة الأميركية#هنا_الرياض pic.twitter.com/PuyAl3zrhc
— هنا الرياض (@herealriyadh) March 28, 2024
دعم أوباما لبايدن
يمتلك كينيدي مؤشرات قوية في استطلاعات الرأي العامة، ومنذ ترشحه أبدى ترامب ترحيبه بهذه الخطوة.
ووصف ترامب ذهاب الأصوات المعارضة للرئيس الحالي جو بايدن إلى كينيدي بأنه “خدمة عظيمة لأمريكا”.
وتُشير استطلاعات الرأي إلى ترشح كينيدي سيكون لصالح ترامب أكثر من بايدن.
ورغم ادعائها بأنه لن يؤثر على فرصها في الانتخابات، خصصت حملة الرئيس بايدن برنامجًا كاملًا لمهاجمة حملة كينيدي.
ومن ناحية أخرى، يقود الرئيس الأسبق باراك أوباما المحسوب على الحزب الديمقراطي مساع حثيثة لدعم حملة بايدن، خشية خسارته في الانتخابات.
وتظهر مساعدة أوباما لبايدن من وقت لآخر منذ أن أعلن الأخير انتخابه، من خلال جهود لجمع التبرعات، ومحاولات لتهدأة مخاوف بعض الديمقراطيين بشأن سعي بايدن لولاية أخرى.
ومن المتوقع أن تزداد مشاركة أوباما في حملة بايدن مع إطلاق الانتخابات العامة.
وكانت أكب جهود أبواما لدعم بايدن يوم الخميس الماضي، عندما شارك في حفل لجمع التبرعات في مانهاتن.
فيديو | “وجود أوباما بجانب بايدن يعكس مخاوفه من خسارة الانتخابات”
الباحث في إندبندت عربية طارق الشامي حول عودة باراك أوباما للمشهد السياسي ودعمه للرئيس بايدن#هنا_الرياض pic.twitter.com/WHeSbd2jpI
— هنا الرياض (@herealriyadh) March 28, 2024
ويستهدف أوباما من خلال التواصل المستمر مع مسؤولي البيت الأبيض، لوضع استراتيجية تضمن فوز بايدن على منافسه الجمهوري الأشرس ترامب.
وقال الشامي إن وجود أوباما في المشهد الانتخابي يعكس الخطر الذي يواجهه جو بايدن، بخلاف أن الرئيس الأسبق بيل كلينتون يدعم أيضًا الرئيس الحالي في الانتخابات.
وأضاف: “هذا كله يكشف أن الخطر على جو بايدن لا زال قائمًا، لأنه لا يوجد حتى الآن أدلة قوية على أنه يمكن أن يحسم الانتخابات بسهولة، ولكن ربما يكون هناك تغييرات في الأجندة التي يركز عليها الديمقراطيون”.
وتابع: “هم الآن يذهبون بعيدًا عن التركيز على الاقتصاد، لأن هناك عدد كبير من الأمريكيين يشعرون بخيبة الأمل فيما يتعلق بالأسعار، خصوصًا الغذاء والوقود، ويركزن بدلًا من ذلك على قضايا مثل الإجهاض والقضايا المجتمعية الأخرى”.
المصدر: قناة الإخبارية /CNN
اقرأ أيضاً:
روبرت كينيدي جونيور.. المرشح الذي غير قواعد لعبة الانتخابات الأمريكية
الرؤية الخليجية للأمن الإقليمي.. الركائز والأهداف
بأرباح تجاوزت 3 تريليونات دولار.. الاتجار بالبشر في آسيا أزمة عالمية