كشفت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي عن علامات تلف الأوعية الدموية في المرضى الذين يعانون من ضباب الدماغ، حسبما أفاد باحثون في 22 فبراير في مجلة Nature Neuroscience.
تتسرب الصبغة المحقونة في مجرى الدم إلى أدمغة المرضى وتتجمع في المناطق التي تلعب أدوارًا في اللغة، والذاكرة، والمزاج، والرؤية.
تسرب في حواجز الدم
يقول المؤلف المشارك في الدراسة ماثيو كامبل، عالم الوراثة في كلية ترينيتي في دبلن في أيرلندا، إن هذه هي المرة الأولى التي يُظهر فيها أي شخص أن مرضى فيروس كورونا لفترة طويلة يمكن أن يكون لديهم تسرب في حواجز الدم في الدماغ.
وهذا الحاجز، وهو عبارة عن خلايا متماسكة بإحكام تبطن الأوعية الدموية، عادة ما يمنع المخلفات من الوصول إلى الدماغ.
إذا انهار الحاجز، يمكن للفيروسات والخلايا وغيرها من المتطفلين المنقولة بالدم أن تتسلل إلى أنسجة الدماغ وتسبب الفوضى، كما يقول أفيندرا ناث، طبيب الأعصاب في المعاهد الوطنية للصحة في بيثيسدا بولاية ميريلاند الأمريكية.
ومن السابق لأوانه القول بشكل قاطع ما إذا كان هذا يحدث في الأشخاص الذين يعانون من مرض كوفيد طويل الأمد، لكن الدراسة الجديدة تقدم دليلًا على أن “ضباب الدماغ له أساس بيولوجي”، كما يقول ناث، الذي لم يشارك في العمل.
ويقول إن هذا وحده مهم للمرضى، لأن الأطباء قد يتجاهلون أعراضهم.
ضباب الدماغ
يقول كامبل: بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يبدو ضباب الدماغ وكأنه تباطؤ في التفكير أو صعوبة في تذكر الذكريات قصيرة المدى.
يدرس فريق كامبل صدمات الرأس المتكررة، وقد كانوا يعلمون أن إصابات الدماغ المؤلمة يمكن أن تعطل حاجز الدم في الدماغ، وأن الأشخاص الذين يعانون من هذه الإصابات يبلغون أحيانًا عن إصابتهم بضباب الدماغ.
ذكّر هذا التشوش الذهني الفريق بما يمكن أن يختبره الأشخاص الذين يعانون من مرض كوفيد لفترة طويلة.
وتوقع الباحثون أن اضطراب الحاجز الدموي الدماغي الذي شوهد لدى بعض مرضى الارتجاج ينطبق على ضباب الدماغ الطويل الناجم عن فيروس كورونا أيضًا.
تأثير كوفيد-19
تتزايد الأدلة على التأثيرات الضارة لـ SARS-CoV-2 على الدماغ منذ سنوات.
وتشير الدراسات التي أجريت على الخلايا والحيوانات إلى أن الفيروس يمكن أن يدمر مكونات الحاجز الدموي الدماغي.
وقد أظهر تشريح جثث الأشخاص الذين ماتوا بسبب كوفيد-19 حدوث انهيارات في الحواجز، كما أظهر ناث وآخرون.
ولكن حتى الآن، لم يكن أحد يعرف ما إذا كان هذا النوع من الضرر قد استمر لفترة طويلة بعد تراجع العدوى الأولية.
وقام الفريق بفحص أدمغة 32 شخصًا، 10 منهم تعافوا من كوفيد-19، و22 مصابين بكوفيد طويل الأمد.
ومن بين المصابين بكوفيد طويل الأمد، أبلغ نصفهم عن إصابتهم بضباب في الدماغ.
أضاءت الصبغة المحقونة أدمغة جميع المشاركين أثناء فحص الدماغ بالرنين المغناطيسي.
وفي الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد، واجهت الصبغة صعوبة في عبور حاجز الدم في الدماغ.
وبالمثل، في مرضى كوفيد الطويل الأمد الذين لا يعانون من ضباب الدماغ، بقيت الصبغة في الغالب ثابتة، محصورة داخل الأوعية الدموية.
ولكن في ثمانية من 11 مشاركًا يعانون من ضباب الدماغ، مالت الصبغة إلى الهروب من الأوعية الدموية ودخول أنسجة المخ.
اقرأ أيضًا
هل توفر لقاحات الأنف حماية أفضل ضد فيروس كورونا؟
رغم نجاحه في علاج كورونا.. لا يزال عقار “باكسلوفيد” قليل الانتشار
الإنفلونزا وكورونا والفيروس المخلوي التنفسي.. كيف تُميز بينهم؟