تواصل قوات حزب الله المتمركزة في جنوب لبنان تصعيد أعمالها ضد جيش الاحتلال والمدن الإسرائيلية الحدودية، وهو ما يلقى ردًا عنيفًا داخل الأراضي اللبنانية.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، كانت القتال بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله مُحدّدة بما يعرف باسم “قواعد الاشتباك التي لا تؤدي إلى حرب مفتوحة”.
وخلال الأسبوع الجاري، استهدف حزب الله بلدات إسرائيلية مما أدى لوقوع إصابات في صفوف المدنيين، ليرد الطيران الحربي الإسرائيلي باستهداف ما يقول إنها مواقع تابعة للحزب، وهو ما ينذر بفشل الجهود الدبلوماسية لمنع اشعال الصراع في لبنان.
حرب لا يريدها أي من طرفيها
يعتبر حزب الله أحد أقوى الجماعات غير الحكومية وأكثرها تسليحًا في العالم، وتتفق جميع الأطراف على أن الحرب بين إسرائيل وبينه ستكون مدمرة.
يشير المحللون أن الوضع بين حزب الله وإسرائيل الآن يشبه تاريخ حافل بأمثلة على حروب اندلعت حتى عندما لم يكن هناك أي طرف يريدها.
وقال آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي الأمريكي السابق ومفاوض السلام في الشرق الأوسط: “كلما طال أمد الصراع بشكله الحالي، كلما زاد احتمال وقوع بعض الإصابات الجماعية التي تدفع كلا الجانبين إلى الحرب الشاملة”.
ومما يزيد من احتمال اشتعال الصراع أن المسؤولين الأمريكيين يقدرون الآن أن الخطر يتزايد من أن يبدأ حزب الله في استهداف القوات الأمريكية أو الموظفين الدبلوماسيين في الشرق الأوسط، أو حتى التخطيط لهجمات في الأراضي الأمريكية، وفقًا لصحيفة “Politico”.
ماذا لو اندلعت الحرب؟
يقدّر المحللون العسكريون أن القدرات العسكرية لحزب الله، التي يقدر عددها بما يتراوح بين 100 ألف إلى 150 ألف صاروخ موجه نحو إسرائيل وعشرات الآلاف من المقاتلين في صفوفه، تفوق بكثير قدرات حماس.
يستطيع حزب الله أن يعتمد على نحو 20 ألف مقاتل متفرغ، مع عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، فضلاً عن ترسانة ضخمة من الأسلحة القوية.
ويشمل ذلك الصواريخ والقذائف التي يصل مداها إلى 700 كيلومتر، فضلاً عن الصواريخ الموجهة بدقة.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك حزب الله مخزونات ضخمة من الذخائر قصيرة المدى بالإضافة إلى الطائرات المسلحة بدون طيار.
ويعني ذلك أن أي حرب بين إسرائيل وحزب الله من المحتمل أن تكون أكثر دموية وخطورة من الصراع بين إسرائيل وحماس.
وبخلاف التأثير المباشر على طرفي الحرب، قد تنتج عن الحرب بين إسرائيل وحزب الله تداعيات يتأثر بها العالم ككل؛ لأن هذا يعني التحوّل إلى حرب إقليمية.
ويتوقع البنك الدولي أن تضرب الأسواق العالمية صدمة اقتصادية في مختلف القطاع إذا ما تحول الصراع بين إسرائيل وحماس لحرب إقليمية.
وحذر البنك الدولي من أن حرب كهذه ستؤدي لارتفاع أسعار النفط والطاقة لمستويات غير معهودة، مع تهديد الأمن الغذائي للملايين.
إقرأ ايضًا:
هجمات إسرائيلية وضحايا وتحرير رهائن.. ماذا يحدث في رفح؟
مصر تهدد بإبطال معاهدة السلام مع إسرائيل.. ماذا يعني ذلك؟