أحداث جارية سياسة

مصر تهدد بإبطال معاهدة السلام مع إسرائيل.. ماذا يعني ذلك؟

بعد مرور أكثر من 4 أشهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وفشل الاحتلال في القضاء على حركة حماس، بل وتكبد خسائر فادحة في صفوفه.

وضعت الخسائر الضخمة في صفوف جيش الاحتلال وارتكابه العشرات من المجازر بحق المدنيين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي تحت نيران الانتقادات من جميع الأطراف، خاصة الجانب الإسرائيلي حيث يرى أنه في فشل في التعامل مع الأزمة بالشكل المطلوب.

يسعى نتنياهو لتحقيق أي مكاسب وهمية ليضمن بقاؤه رأس الحكومة الإسرائيلية، ولذلك قرر تنفيذ هجوم عسكري على مدينة رفح، وهو ما رفضته مصر لما تحمله الخطوة من أهداف غير معلنة على رأسها تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ليقطنوا شبه جزيرة سيناء.

متى نشأت المعاهدة؟

بعد وقف إطلاق النار في حرب أكتوبر 1973، استمرت المفاوضات بين مصر وإسرائيل بوساطة أمريكية، وفي العام 1977 كان بيغن رئيس وزراء إسرائيل الجديد، يعارض التنازل عن أي من الأراضي التي احتلتها إسرائيل قبل عقد من الزمان في حرب الشرق الأوسط عام 1967. وشملت تلك الأراضي شبه جزيرة سيناء المصرية.

وانتهت المحادثات باتفاقيات كامب ديفيد في سبتمبر 1978 ومعاهدة السلام في العام التالي.

وبموجب معاهدة السلام، وافقت إسرائيل على الانسحاب من سيناء، التي ستتركها مصر منزوعة السلاح، وتم السماح للسفن الإسرائيلية بالمرور عبر قناة السويس، وأقامت الدولتان علاقات دبلوماسية كاملة في أول اتفاقية سلام تبرمها إسرائيل مع دولة عربية.

موقف مصر

قال مسؤولان مصريان ودبلوماسي غربي إن مصر قد تعلق معاهدة السلام إذا غزت القوات الإسرائيلية رفح.

وتعارض مصر أي خطوة من شأنها أن تدفع الفلسطينيين اليائسين إلى الفرار عبر الحدود إلى أراضيها.

ويعد معبر رفح أيضًا نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى المنطقة المحاصرة، وقد يؤدي أي هجوم إسرائيلي إلى خنق توصيل الإمدادات الرئيسية.

ويزعم نتنياهو أن رفح هي المعقل الأخير المتبقي لحماس بعد أكثر من أربعة أشهر من الحرب التي فشل جيش الاحتلال خلالها في القضاء على الحركة.

ماذا يحدث إذا تم إبطال المعاهدة؟

تحد المعاهدة بشكل كبير من عدد القوات على جانبي الحدود، على الرغم من أن البلدين اتفقا في الماضي على تعديل هذه الترتيبات ردا على تهديدات أمنية محددة، وقد سمح هذا لإسرائيل بتركيز جيشها على مواجهات أخرى أخرى.

وإلى جانب الحرب في غزة، تخوض إسرائيل مناوشات شبه يومية مع حزب الله في لبنان بينما تنتشر قواتها الأمنية بكثافة في الضفة الغربية المحتلة.

وإذا ألغت مصر الاتفاقية، فقد يعني ذلك أن إسرائيل لم تعد قادرة على الاعتماد على حدودها الجنوبية كواحة للهدوء، ولا شك في أن تعزيز القوات على طول حدودها مع مصر سيشكل تحدياً للجيش الإسرائيلي.

ومن الجانب المصري ستقتصر الأضرار على احتمالية توقف المساعدات العسكرية الأمريكية، ومن شأن التعزيز العسكري الضخم أن يجهد الاقتصاد المصري المتعثر بالفعل.

واتفق المحللون أن أي خطوة يمكن أن تجر مصر إلى الانخراط بشكل مباشر في الصراعات الموجودة بالشرق الأوسط، ستكون لها عواقب كارثية على المنطقة بأكملها.

اقرأ أيضًا

خطة الإصلاحات الحكومية الفلسطينية.. أبرز المحاور

تلويح إسرائيل باقتحام رفح يُنذر بمذبحة جديدة في فلسطين

المهمة العسكرية الأوروبية في البحر الأحمر.. ماذا نعرف عنها؟