كشفت دراسة جديدة أن خطر الإصابة بالتدهور المعرفي يزداد بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا لأزمة قلبية.
وبمرور الوقت، تقل قدرة أدمغة جميع البشر بنسب متفاوتة، فيصبح الشخص غير قادر على القيام ببعض الوظائف مثل الانتباه ومعالجة الأشياء والمواقف واختيار الكلمات المناسبة.
ولكن بحسب الخبراء، فإن التدهور المعرفي الناتج عن التقدم في العمر، يختلف بشكل كبير عن نظيره الناتج عن مرض الزهايمر وبعض الأمراض الأخرى، بحسب ما أوردته شبكة سي إن إن.
تدهور أسرع
اعتمد الباحثون في دراستهم التي نُشرت، الثلاثاء، في مجلة “جاما نيورولوجي”، على تحليل بيانات من ٦ دراسات أُجربت حول أمراض القلب والإدراك في الفترة بين عامي 1971 و 2019 في الولايات المتحدة.
وأُجريت الاختبارات على عينة من غير المصابين بالخرف أو واجهوا أزمة قلبية أو سكتة دماغية من قبل، وبلغ عددهم ٣٠,٤٦٥ شخصًا، وتم إخضاعهم لتقييم معرفي.
وخلال إجراء الدراسة تعرض أكثر من ١٠٠٠ شخص من المشاركين إلى الإصابة باحتشاء في عضلة القلب أو نوبة قلبية.
ولم يُبد أي من المشاركين تغييرات فورية في القدرات المعرفية، ولكن بمتابعة الحالة خلال ال ٦ سنوات اللاحقة للإصابة، وُجد أن علامات التدهور لديهم زادت بشكل أسرع من باقي المشاركين في التجربة الذين لم يصابوا بنوبة قلبية.
وفي حين أن الزيادة في معدل التدهور المعرفي سنويًا للأشخاص الذين أصيبوا بنوبات قلبية كانت صغيرة، إلا أن تراكم هذا التراجع لسنوات قد يؤدي إلى ضعف وظائف العقل وتقليل الاحتياطي المعرفي له.
وبالتالي سيكون الشخص أكثر عرضة لتأثيرات الأمراض العصبية التنكسية المرتبطة بالعمر، وفق ما كتبه الدكتور إريك سميث، المدير الطبي لعيادة علوم الأعصاب الإدراكية بجامعة كالجاري في ألبرتا، والدكتورة ليزا سيلبرت، أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة أوريغون للصحة والعلوم في بورتلاند، في المقال الافتتاحي للدراسة.
اكتشافات سابقة
وبحسب الدراسة، فإن الأشخاص من أصحاب البشرة البيضاء تعرضوا لأعلى معدل انخفاض سنوي من التدهور المعرفي بعد النوبة القلبية، مقارنة بأقرانهن من ذوي البشرة السوداء، كما كان الرجال أكثر عرضة من النساء.
وكانت دراسات سابقة تطرقت إلى نفس النتائج، إذ إن الدراسة الحديثة ليست الأولى في اكتشاف العلاقة بين التدهور المعرفي المتسارع والنوبات القلبية.
وتوصلت دراسة إنجليزية سابقة عن الشيخوخة، أُجريت على٧,٨٨٨ مشاركًا إلى نفس النتائج، إذ أظهر مجموعة من المشاركين تغييرات في القدرات المعرفية خلال ١٢ عامًا من إصابتهن باحتشاء عضلة القلب أو الذبحة الصدرية.
وحتى الآن، لم تضح الآليات الدقيقة التي تتسبب في تدهور الإدراك بعد الإصابة بالنوبات القلبية، بحسب سميث وسيلبرت.
ووضع الباحثون مجموعة من الأسباب المرجحة للإصابة ومنها: الاكتئاب بعد الإصابة بالنوبة القلبية، والالتهابات المزمنة وعدم انتظام ضغط الدم وأمراض الأوعية الدموية، والتي ترتبط جميعها بالخرف، وقد تؤدي لنفس النتيجة.
علماء يطورون “ساعة” تعمل على إبطاء الشيخوخة