اقتصاد

تأثيرات اقتصادية وصحّية للإسراف في الطعام خلال رمضان

يُعرف شهر رمضان بالامتناع عن الطعام، ورغم هذا، ينظر إليه تجار بيع المواد الغذائية والمُصنّعين على أنه شهر الطعام، حيث تعمل المحلات التي تبيع الطعام ساعات أطول ليلًا، وتميل إلى تقديم خصومات وعروض ترويجية خاصة بالشهر الكريم، إذ تراه الفرصة الأمثل لتعظيم مبيعاتها.

يلقي هذا التقرير نظرة على التأثير الاقتصادي لشهر رمضان فيما يخص معدلات استهلاك الطعام، وما يترتب عليه من مشكلات فرعية، بناءً على إحصائيات ودراسات أجريت مؤخرًا.

فاتورة طعام أغلى

يرتفع إنفاق الأسر المسلمة على الطعام خلال شهر رمضان بنسبة من 50% إلى 100%، وفقًا لشبكة الاستشارات والمحاسبة العالمية “HLB”.

توضح إحصائيات الشبكة أن 83% من الأسر تغير عادات استهلاكها الغذائي خلال شهر رمضان. تشير التقديرات إلى أن استهلاك الغذاء في رمضان يمثل 15% من الإنفاق السنوي على الغذاء.

من بين السلع الأكثر استهلاكا في رمضان التمر والمكسرات والمكسرات المجففة ومنتجات الألبان.

ترى الشبكة أن الكثير يبالغون في مستويات استهلاكهم الغذائي خلال شهر رمضان بما لا يتناسب وقدرتهم على الأكل، حيث يتم إهدار ما نسبته 60% من الطعام في العديد من الدول العربية.

تشهد أعمال البيع بالتجزئة والضيافة أيضًا زيادة حادة في المبيعات. في دول مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر، تظل غالبية المطاعم والمقاهي مفتوحة لساعات متأخرة حتى منتصف الليل لتناول السحور.

تقليديًا، يخرج الناس خاصة بعد الإفطار للتواصل الاجتماعي وتناول الطعام بالخارج والاستمتاع بالسحور مع الأصدقاء والعائلة. على سبيل المثال، في الإمارات العربية المتحدة، أشارت استطلاعات إلى أن 46% يفضلون تناول الإفطار مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، و 26% يطلبون التوصيل خاصة في النصف الثاني من الشهر الكريم، و 78% يخططون لتناول السحور في المقاهي.

إنفاق أعلى يُنتج سمنة أكثر

في ذات السياق، نشرت “المكتبة الوطنية للطب” الأمريكية، بحثًا في 2020، بهدف دراسة سلوكيات الأكل المحفوفة بالمخاطر والتنوع في الإنفاق على الغذاء لسكان المغرب خلال شهر رمضان.

أجريت هذه الدراسة في عام 2018 على 340 أسرة في التجمعات الحضرية والريفية في الرباط وسلا والقنيطرة في المغرب.

كشفت الدراسة أن متوسط ​​الإنفاق على الغذاء في شهر رمضان زاد بنسبة 50%، كما أظهرت أن معدلات تناول الكربوهيدرات والسكروز والصوديوم والكالسيوم ارتفعت، فيما انخفض تناول البروتين والدهون، مع عدم وجود تغير معنوي في تناول الأحماض الدهنية المشبعة.

خلصت الدراسة إلى أن هذه النتائج تظهر أن بعض السلوكيات الغذائية التي يتم تبنيها خلال شهر رمضان يمكن أن تعزز تطور أو تفاقم زيادة الوزن والأمراض المزمنة، مما يؤكد أهمية التثقيف الغذائي الملائم لهذا الشهر.

سعوديًا 

تشير الإحصاءات إلى أن نسبة 20 في المئة من دخل الأسرة في السعودية يذهب للطعام. وتنفق الأسرة في الكويت نحو 1170 دولار شهريا على الطعام.

وكشفت دراسة أجرتها وحدة المعلومات الاقتصادية بمجلة الإيكونوميست البريطانية عن أن مخلفات المواطن السعودي الواحد في العام تزن 472 كيلوغرام سنويا، ما يماثل ثلاثة أمثال معدل نظيره في أوروبا وأمريكا الشمالية.

ووفقاً لصحيفة “الحياة”، فقد أشار محمد العنقري، الخبير الاقتصادي، إلى أن إجمالي إنفاق الأسر السعودية على المواد الاستهلاكية في شهر رمضان مبارك يصل إلى 20 بليون ريال، موضحاً أن الأسر تنفق على المواد الغذائية خلال شهر رمضان مجموع ما تنفقه خلال ثلاثة أشهر، بنسبة 150 في المئة، ما يدل على وجود اضطراب غير مبرر في الاستهلاك

وفي تصريحات لجريدة الشرق الأوسط قالت عضو مجلس الشورى هدى الحليسي إن «السعودية تعد أكبر بلد في المنطقة يوجد فيه هدر غذائي، حيث تعد أرقامه مخيفة جداً وتصل إلى 40 مليار ريال سنوياً»، مشيرةً إلى أنها «بحاجة ماسة جداً لوجود هذا النظام من أجل الحد من الطعام المهدر سواءً من بقايا الأكل في الحفلات والمناسبات، أو الأكل غير المستخدم والزائد في المطاعم والكافيهات».

حملات توعوية

المشكلة التي تتكرر كل عام، مع اقتراب شهر رمضان، دفعت الكثيرين من كتاب وجهات ومؤسسات، إلى قيادة حملات توعوية لحث مواطني الدول العربية والإسلامية على الاقتصاد في الطعام أثناء الشهر الفضيل

ترى هل ننجح في رمضان القادم في التخلص من هذه العادة؟ أم يستمر الهدر الغذائي؟

3 أسباب تُشعرك بـ«الخمول» بعد الإفطار في رمضان

فيديو| مستشار تسويقي: السعوديون من أكثر الشعوب استهلاكًا.. وهذه توقعاتي للأسعار في رمضان

استطلاع: 71% من السعوديين يخططون للتنزه قبل شهر رمضان